من التقويم إلى التميز: إنجاز وطني يعيد تعريف جودة التعليم

التميز المدرسي في المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030 يبرز كرافد رئيسي لتحقيق جودة التعليم والتحسين المستمر، حيث كرّمت هيئة تقويم التعليم والتدريب 760 مدرسة متميزة في ملتقى التميز المدرسي 2025 بنسبة زيادة تصل إلى 18% مقارنة بالعام السابق، ما يدل على تحسن الأداء المؤسسي وتعزيز المعايير التعليمية في المدارس السعودية.

أهمية التميز المدرسي في تطوير جودة التعليم في السعودية

مبادرة تكريم المدارس المتميزة ليست مجرد احتفالية، بل تعبير عملي عن نضج المنظومة التعليمية ومرحلة جديدة في تطوير جودة التعليم بالمملكة، حيث تُعزز هيئة تقويم التعليم ثقافة التقويم الذاتي والتحسين المستمر في المدارس الحكومية والأهلية. هذا الإطار الوطني يربط بين عملية التقويم، والتحفيز، والاعتماد على مبدأ التميز لتصبح المدارس منارات تعليمية رائدة تسير وفق معايير دقيقة تقيس جودة المخرجات، وتقييم الحوكمة الفاعلة وتطبيق المناهج بجودة عالية، فضلاً عن تحسين بيئة التعلم وتنمية القدرات الإدارية والتربوية للأطقم العاملة.

توزيع المدارس المتميزة وتأثير التميز المدرسي على مراحل التعليم

تشير الأرقام الرسمية إلى توزيع متوازن للمدارس المتميزة بين مراحل التعليم الأساسية، مما يعكس الجهد المتكامل عبر جميع مستويات التعليم؛ إذ بلغت نسبة المدارس الابتدائية 44%، والمدارس المتوسطة 22%، والثانوية 34%. هذا التنوع يشير إلى شمولية الرؤية الوطنية في تعزيز التميز المدرسي، التي تمتد لتشمل جميع مناطق المملكة بما فيها القرى والمحافظات، ليصبح التميز نهجاً مؤسسياً مستداماً لا محصوراً في إطار جوائز مؤقتة.

دور التميز المدرسي في بناء منظومة تعليمية مستدامة وتأثيره المجتمعي

يقع التميز المدرسي في صميم رؤية المملكة 2030، التي جعلت من تحسين مخرجات التعليم هدفاً استراتيجياً لبناء جيل قادر على المنافسة العالمية، والتفكير الإبداعي، والابتكار. لم تعد المدرسة مكاناً لنقل المعرفة فقط، بل أصبحت بيئة لإنتاجها، ومنظومة لإعداد الإنسان الذي يواكب متطلبات سوق العمل والمستقبل. تقوم هيئة تقويم التعليم بمهمة بناء نظام وطني للتقويم والاعتماد المدرسي الذي يحقق العدالة في القياس ويحفز تبني أفضل الممارسات التعليمية، ويخلق تنافساً إيجابياً بين المدارس وإدارات التعليم. أثر تكريم المدارس المتميزة يتجاوز الجانب الاحتفالي ليكون رسالة تقدير لكل معلم، وإداري، وقائد مدرسة عمل على تحقيق معايير الجودة، ويحفز الجميع نحو تبني ثقافة التطوير المستمر. يُسهم ذلك في تحسين مخرجات التعليم وترسيخ قصة نجاح وطنية تضاف إلى الإنجازات التي يشهدها التعليم السعودي، معززة مكانة المملكة على خارطة التميز العالمي.

المراحل التعليمية النسبة المئوية للمدارس المتميزة
الابتدائية 44%
المتوسطة 22%
الثانوية 34%
  • تعزيز ثقافة التقويم الذاتي والتحسين المستمر
  • تطبيق معايير دقيقة لقياس جودة المخرجات
  • تحفيز المدارس على تحقيق التميز والجودة
  • تطوير البيئة التعليمية وتنمية الكوادر
  • خلق منافسة إيجابية بين المدارس وإدارات التعليم

برایفة شعار “من التقويم إلى التميز” الذي ترفعه هيئة تقويم التعليم يعكس خطوة نوعية في مسيرة التعليم السعودي، فهو لا يقتصر على كلمات بل يعبر عن تحول واضح من مرحلة التقييم إلى التفوق المستدام عبر خطة وطنية تستثمر في الإنسان وتضع التعليم السعودي في موقع الريادة عالمياً. هذا النجاح المتكرر يؤكد أن المدارس السعودية باتت نموذجاً يحتذى في القيادة التعليمية والتنمية البشرية بعد أن أثبتت قدرتها على المحافظة على جودة التعليم وتحقيق مخرجات فعالة، وهو إنجاز يكرّس المسيرة التنموية الطموحة التي تقودها المملكة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، الذي يسعى لجعل المملكة منارة عالمية للعلم والمعرفة.