الذهب يرتفع مدعومًا بتراجع الدولار وتزايد التوترات التجارية عالميًا

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي وتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث استفاد المستثمرون من الانخفاض الحاد الذي تعرضت له أسعار المعدن النفيس في الجلسة السابقة، وسط تصاعد حالة الترقب في الأسواق العالمية جراء استمرار النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثير الدولار

ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو بنسبة 1.7% لتبلغ 3348.60 دولار للأوقية، ويأتي هذا الارتفاع في ظل تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.41% ليصل إلى 99 نقطة، مما يعزز من جاذبية الذهب كأداة استثمارية آمنة للمستثمرين، ويرتبط هذا الانخفاض في قيمة الدولار بمؤشرات على تخفيف السياسة الأمريكية تجاه الصين، مما أدى إلى تراجع الثقة في العملة الخضراء مقابل العملات الأخرى. كما أن العلاقة العكسية بين الذهب والدولار تلعب دوراً محورياً في ارتفاع أسعار الذهب حينما يفقد الدولار قيمته.

الدور الاقتصادي للتوترات العالمية وتأثيرها على الذهب

تصاعدت المخاوف في الأسواق العالمية إثر التصريحات الصينية التي نفت وجود أي مفاوضات حالية مع الجانب الأمريكي، وهو ما زاد من حدة القلق بين المستثمرين، حيث يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل كبير على استقرار العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، وبالتالي فإن أي اضطرابات في هذه العلاقة تعزز من مكانة الذهب كملاذ آمن للاستثمار. وتُعتبر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالاقتصاد والتجارة عاملاً مؤثراً في تأرجح الأسواق، حيث يتم اتخاذ العديد من القرارات الاقتصادية بسرعة قد يتبعها تعديل أو تراجع غير متوقع، مما يزيد من حالة الشك وعدم اليقين.

لماذا يعتبر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات؟

تلعب عوامل عدة دوراً رئيسياً في اختيار الذهب كملاذ آمن من قبل المستثمرين، من أبرزها استقراره على المدى الطويل وندرته الطبيعية التي تجعله أحد الأصول ذات القيمة المستدامة. وقد شهد الذهب طلباً متزايداً جراء المخاطر الاقتصادية والسياسية المتزايدة عالميًا، خصوصاً في ظل التوترات التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها السلبي على القطاعات الاقتصادية المختلفة. علاوة على ذلك، فإن ضعف العملات العالمية بما في ذلك الدولار الأمريكي يجعل الذهب خياراً مثالياً للاستثمار طويل الأجل، حيث يسعى المستثمرون لتحصين ثرواتهم من تقلبات الأسواق.

يمكن تلخيص أسباب تزايد الطلب على الذهب في النقاط التالية:

• التوترات السياسية التي تزيد من عدم اليقين.
• تراجع قيمة الدولار الأمريكي.
• أسعار الفائدة المنخفضة والسياسات النقدية التيسيرية.
• مخاوف الركود الاقتصادي.

في ظل التقلبات العالمية والمخاطر الاقتصادية تظل أسعار الذهب محور اهتمام المستثمرين، حيث يعبر المعدن النفيس عن الاستقرار والأمان، وهو ما يجعله الخيار الأول للتداول والاستثمار في الأوقات العصيبة.