تجار يؤكدون بدء رحلة ارتفاع جديدة لأسعار الذهب غداً

الارتفاع والتذبذب في أسعار الذهب عالميًا وتأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية

شهد سوق الذهب خلال الآونة الأخيرة تذبذبًا ملحوظًا، حيث عادت أسعار الذهب للواجهة العالمية بعد هبوط تجاوز 6% خلال الأيام القليلة الماضية، رغم تسجيل ارتفاعات تاريخية خلال عام 2025، مع تخطي سعر الأونصة حاجز 4300 دولار لأول مرة، وسط توقعات خبراء ومراقبين بأن أسعار الذهب سترتفع مجددًا عند افتتاح البورصة في الواحدة فجر يوم الاثنين.

تحليل أسباب تذبذب أسعار الذهب والسيناريو المتوقع للارتفاع القادم

وفقًا لمراقبين وخبراء تحدثوا لـ«الوطن»، فإن هذا التذبذب غير المسبوق لم يضعف ثقة المستثمرين، بل زاد من توجه الأفراد والمؤسسات نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، خصوصًا في ظل المخاوف المتزايدة من التضخم العالمي وضعف العملات وتفاقم التوترات الجيوسياسية. وأكد هؤلاء المختصون أن الانخفاض الأخير الذي شهده سوق الذهب لا يعدو كونه محطة تصحيح مؤقتة ضمن الاتجاه الصاعد للمعدن الأصفر، الذي يدعمه عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية. من بين التوقعات التي طرحها نجيب الحايكي من «مجوهرات ميار» وجود احتمال قوي لعودة أسعار الذهب للارتفاع مستقبلًا، مدعومة باستمرار حالة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى انخفاض الدولار وارتفاع أسعار الذهب.

بالنسبة لانخفاض الأسعار خلال الأيام الماضية، اعتبر الحايكي أن السبب يعود إلى جني الأرباح بعد الارتفاع السابق الذي فاق التوقعات، موضحًا أن هذه الظروف لا تدعم استمرار هبوط الأسعار لفترة طويلة، حيث يُعد التراجع تصحيحًا طبيعيًا بعد مكاسب ملحوظة. وأشار إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، فمن وجوده تستمر الأسعار بارتفاعها، وإن حُلّت المشكلة فقد تشهد الأسعار انخفاضًا بسيطًا.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب وتوقعات السوق المستقبلية

أوضح الخبراء أن عدة عوامل تعزز أسواق الذهب حالياً، من بينها ضعف الدولار المتوقعة نتيجة تخفيض الفائدة المرتقب بنهاية الشهر الحالي، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة الحرب الروسية الأوكرانية، التي تزيد من الطلب على الذهب كملاذ أمن. أما بخصوص الذهب الصيني، فأفاد الحايكي بأنه أثار ضجة في بعض المناطق، لكنه لم ينتشر بشكل واضح في دول مجلس التعاون الخليجي أو البحرين حتى الآن، حيث أن اهتمام قلة قليلة في البحرين يقتصر على الاطلاع على فرق الذهب الصيني عن التقليدي، ويتمثل الفارق الرئيس في صلابة الذهب الصيني وقوته التي تزيد عن الذهب العادي، لكن بالرغم من ذلك لا يزال وجوده محدودًا في السوق المحلي.

تاجر الذهب نواف سعيد أكد أن أسعار الذهب شهدت تصحيحًا متوقعًا منتصف الأسبوع الماضي، بانخفاض مؤقت قبل أن تعود للارتفاع بنهايته، متوقعًًا وضوح الصورة أكثر خلال الأيام المقبلة. ورجح سعيد استمرار الاتجاه التصاعدي للذهب على المدى الطويل، مستندًا إلى إجماع الخبراء، كما أكد أن الأحداث الجيوسياسية تلعب دورًا محوريًا في تحريك السوق، حيث رغم تحسن الأوضاع يبقى المعدن الأصفر مرشحًا للارتفاع، مع صعوبة التكهن بحركته قصيرة الأجل.

نصائح الاستثمار في الذهب في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية الحالية

أشار نواف سعيد إلى أن الإقبال الكبير على الذهب دفع بعض البنوك لتوقع وصول سعر الأونصة إلى 5000 دولار، حيث ارتفعت الأسعار أكثر من 50% منذ مطلع العام وحتى الآن، ومعدلات الزيادة تجاوزت 30% خلال الشهرين الأخيرين. لفت سعيد إلى أن كثيرًا من الشباب يستثمرون في الذهب ويدخرونه كأصول سنوية، لكنه حذر من أن الاستثمار في الذهب قد ينطوي على مخاطر محسوبة، لا سيما في المضاربات قصيرة المدى، بسبب التقلبات غير المستقرة.

نصح سعيد بالادخار على المدى البعيد، مبيّنًا أن الوقت الحالي هو الأمثل للحفاظ على المكتسبات خلال فترات عدم الاستقرار، إذ قد يتسبب الوضع الاقتصادي والسياسي مثل الإغلاقات الحكومية في تقلبات الأسعار؛ لكنها باتجاه الاستقرار مع مرور الوقت، حتى ولو حدث تصحيح مؤقت. ويشير التاجر علي الصايغ إلى أن الانخفاض الذي شهده الذهب الأسبوع الماضي كان طبيعيًا كاستراحة قصيرة قبل معاودة الارتفاع، متوقعًا ظهور ملامح أوضح لحركة السوق عند افتتاح البورصة فجر غد الاثنين.

• استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي كعامل دعم منخفض للدولار وارتفاع الذهب.
• تأثير التوترات الجيوسياسية إذ تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
• التقلبات السعرية مرتبطة بجني الأرباح والتصحيحات المؤقتة في السوق.
• انتشار محدود للذهب الصيني في منطقة الخليج، مع فرص لفرق في القوة والصلابة.
• نصائح بالادخار طويل الأمد لتفادي مخاطر المضاربة قصيرة المدى.

تُبرز هذه العوامل الديناميكية لأسعار الذهب كأداة استثمارية رئيسة في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية، مع توقعات عامة بتحقيق المعدن الأصفر مزيدًا من الارتفاع بدعم مستمر يعزز ثقة المستثمرين على المدى الطويل