الاستراتيجية المناسبة لمراقبة تحركات سعر الذهب في ظل تقلبات السوق الحالية تلعب دوراً حاسماً في اتخاذ القرارات الاستثمارية الذكية؛ فقد شهد الذهب اضطراباً ملحوظاً هذا الأسبوع بعد تسعة أسابيع متتالية من الارتفاعات، حيث تراجعت عقود الذهب الآجلة بشكل حاد مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم مواقفهم الاستراتيجية في ضوء الأوضاع المتقلبة وتوقعات السياسات النقدية والجيوسياسية المتغيرة.
تفسير تراجع سعر الذهب وأهمية مراقبة تحركات الأسعار
بعد أن بلغ سعر عقود الذهب الآجلة ذروة قياسية عند 4,397.65 دولار للأوقية، واجه المعدن النفيس موجة بيع قوية أدت إلى تراجع بنحو 6.80% في يوم واحد، حيث سجل أدنى مستوى له خلال الأسبوع عند 4,021.91 دولار، مع انخفاض أسبوعي بلغ 8.63%. يعزى هذا التراجع السريع إلى عمليات جني الأرباح التي تلت مستويات قياسية، بجانب تحول السيولة نحو أصول أكثر مخاطرة كالعملات الرقمية، بالإضافة إلى تراجع شراء البنوك المركزية التي كانت تلعب دوراً أساسياً في دعم السوق. ويشير هذا الأداء إلى ضرورة اعتماد مراقبة حذرة لسوق الذهب مع كل تحرك سعري، حيث تتحول الارتدادات الصاعدة إلى فرص محتملة للبيع، مما يتطلب رصداً دقيقاً لتقييم التوقيت الأمثل لاتخاذ القرارات الاستثمارية.
التوقعات طويلة الأجل وتحليل غولدمان ساكس لدعم الذهب
رغم التراجع الحالي، تؤكد مؤسسة غولدمان ساكس استمرار التفاؤل الهيكلي تجاه الذهب؛ حيث تعزى ثقة البنك الاستثماري إلى الطلب القوي من البنوك المركزية وانتعاش الاستثمارات في المعدن الأصفر كأداة تحوط استراتيجية ضمن المحافظ المالية حول العالم. وأشارت المؤسسة إلى أن التصحيح الأخير في الأسعار قد زاد من موجة البيع، لكنها متفائلة بأن عمليات الشراء التالية ستدعم استمرار الاتجاه الصعودي على المدى البعيد، مبينة توقعاتها لتحقيق سعر 4,900 دولار للأوقية في نهاية عام 2026. يلزم المستثمرين مراقبة هذه المؤشرات بعناية من أجل استغلال الفرص المستقبلية بحكمة.
التحليل الفني لسعر الذهب وأفضل الاستراتيجيات في ظل الإشارات المتضاربة
يعكس التحليل الفني الحالي لإشارات سوق الذهب تبايناً واضحاً؛ فبينما تميل المؤشرات اللحظية إلى اتجاه بيعي، تحافظ المتوسطات المتحركة على الأطر الزمنية اليومية والأسبوعية والشهرية على إشارات شراء قوية، مما يشير إلى أن الاتجاه الصاعد طويل الأمد لم ينتهِ بعد. شهد الرسم البياني اليومي ارتداداً عند المتوسط المتحرك لـ 20 يوماً عند 4,021.91 دولار، مع دعم مستمر عند 4,060 دولار، ومقاومة قصيرة الأجل عند 4,182.50 دولار.
وفقاً للسيناريوهات المحتملة، فإن:
- المحافظة على مستوى الدعم عند 4,196 دولار وإغلاق يومي فوق 4,300 دولار قد يعيد زخم الصعود بقوة
- انخفاض السعر وكسر الدعم عند 4,060 دولار قد يؤدي إلى تصحيح أعمق نحو المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً عند 3,784 دولار
- وفي حال تعثرت مستويات الدعم الأبعد، فقد يشهد الذهب مزيداً من الهبوط إلى مستويات دعم 100 و200 يوم عند 3,581.84 و3,336 دولار على التوالي
يُستنتج أن المرحلة الحالية تمثل تصحيحاً طبيعياً بعد صعود مديد، وبقاء الدعم عند 4,196 دولار عامل حاسم في تحديد اتجاه السوق المقبل؛ لذا، تعتبر إستراتيجية مراقبة السوق بحذر وتحديد نقاط الدخول بالاعتماد على تأكيدات الارتداد هي الأنسب في هذه الأوقات، خاصة مع وجود تشبع شرائي وتقلبات مرتفعة تجعل من التسرع مخاطرة أكبر من الانتظار المدروس.
