ارتفاع الذهب محليًا رغم تراجع أوقية الذهب العالمي 140 دولارًا

سعر الذهب اليوم في مصر يشهد تذبذبًا طفيفًا مع ارتفاع محلي بسيط رغم انخفاض الأوقية عالميًا بنحو 140 دولارًا؛ ما يعكس تأثير عوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة على تحركات المعدن الثمين ضمن الأسواق المحلية والعالمية.

سعر الذهب اليوم في مصر يعكس ارتدادًا محدودًا وسط انخفاض عالمي للأوقية

شهد سعر الذهب اليوم في مصر ارتفاعًا محدودًا خلال تعاملات السبت، بالتزامن مع عطلة البورصة العالمية، وسط موجة هبوط قوية لنصف أوقية الذهب على الصعيد الدولي بنسبة 3.3% بنهاية الأسبوع السابق، نتيجة صلابة الدولار الأمريكي وزيادة عمليات جني الأرباح بعد ارتفاعات سابقة كبيرة، ما تسبب في تذبذب الأسعار محليًا وعالميًا. هذا التذبذب جاء مع تحسن نسبي في شهية المخاطرة مدعومًا ببعض المؤشرات الإيجابية في العلاقات التجارية ما بين الولايات المتحدة والصين.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة بتداول الذهب والمجوهرات، إن جرام الذهب عيار 21 ارتفع بنحو 5 جنيهات ليصل إلى 5550 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية بمقدار 140 دولارًا لتغلق عند 4114 دولارًا بعد أسبوع متقلب.

تأثير التضخم الأمريكي على سعر الذهب اليوم في مصر

تأثر سعر الذهب اليوم في مصر بتقلبات الأسواق الدولية، خاصة بعد تعافٍ جزئي للذهب مساء الجمعة إثر صدور بيانات التضخم الأمريكي لشهر سبتمبر التي جاءت دون التوقعات، مما عزز فرص خفض سعر الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي خلال 28-29 أكتوبر بنسبة تصل إلى 96% وفق أداة “برايم ماركت ترمينال”.
أظهرت البيانات ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بمعدل 3% سنويًا، أعلى من أغسطس الذي سجل 2.9%، لكنه أقل من التوقعات التي وصلت إلى 3.1%، في حين شهد مؤشر أسعار السلع الأساسية باستثناء الغذاء والطاقة انخفاضًا طفيفًا، ما خلق بيئة نقدية محفزة للذهب كملاذ آمن وسط تضخم متقلب.
كما سجلت مؤشرات نشاط الأعمال الأمريكية ارتفاعًا كبيرًا في أكتوبر إلى ثاني أعلى مستويات العام، رغم تراجع ثقة المستهلكين، مما أضاف بعدًا من التقلب يؤثر على سعر الذهب اليوم في مصر، ليظهر كمؤشر يعكس الاهتزاز بين المخاطر الاقتصادية والسياسة النقدية في الوقت الراهن.

توقعات وتحليلات مستقبلية لسعر الذهب اليوم في مصر في ظل ضغوط الأسواق العالمية

يرى خبراء السوق أن سعر الذهب اليوم في مصر يظهر تماسكًا نسبيًا وسط تصحيح فني للأسعار عقب موجة ارتفاع متواصلة استمرت تسعة أسابيع، تمثل رابع أطول فترة صعود مكتملة للذهب منذ عام 1978، إذ شهد المعدن انخفاضًا أسبوعيًا محدودًا فقط بعد عمليات جني أرباح مؤقتة.
وأكد سعيد إمبابي من منصة «آي صاغة» أن الذهب حقق مكاسب استثنائية بلغت نحو 57% خلال العام الحالي، مدعومة بالتوترات الجيوسياسية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وتوقعات تخفيف السياسة النقدية في الولايات المتحدة، ما زاد الإقبال على المعدن الثمين.
يتضح من تصحيح الأسعار الأخير أنه صحي ولا يقلل من الاتجاه الصاعد طويل الأمد، بل يوفر فرصة جذابة للمستثمرين، ومع استمرار الضغوط التضخمية يُتوقع أن يستأنف الذهب مساره التصاعدي بمجرد استقرار حركة السوق.

• الاضطرابات الجيوسياسية والعقوبات المفروضة على روسيا وتأثيرها على العرض والطلب
• تحسن العلاقات التجارية المتوقعة بين الولايات المتحدة والصين
• احتمالات خفض أسعار الفائدة وتعزيز السيولة النقدية عالميًا
• الشراء المتزايد للذهب من قبل البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية

وفق توقعات بنك جي بي مورجان، من المتوقع أن يستمر التحرك الصاعد لسعر الذهب اليوم في مصر، حيث يُتوقع أن يصل متوسط السعر إلى 5055 دولارًا للأوقية بحلول الربع الأخير من عام 2026، مدعومًا بزيادة مشتريات المستثمرين والبنوك المركزية بمعدل 566 طنًا ربع سنويًا.
وينصح الخبراء بتوخي الحذر على الأمد القصير نظرًا لأن أنماط التداول التاريخية تشير إلى ضعف مؤقت بعد فترات ارتفاع طويلة، إلا أن العوامل الداعمة للمعادن الثمينة تظل قوية؛ إذ يحتاج السوق إلى فترة استراحة لاستجماع الزخم قبل موجة صعود جديدة.
البيئة الاقتصادية غير المستقرة والتضخم المستمر، إلى جانب تصاعد المخاطر الجيوسياسية مؤخرًا، تجعل أي تصحيح في سعر الذهب جزءًا طبيعيًا من مسار تصاعدي أوسع، يعزز من مكانة الذهب كأحد الأدوات الأساسية للتحوط والاستثمار في الأسواق المحلية والعالمية على حد سواء.