غلاء الذهب يحطم أحلام الزواج في مصر والسودان: أشياء لا تُشترى

ارتفاع أسعار الذهب بات يشكل تحديًا رئيسيًا أمام الشباب المقبلين على الزواج في العالم العربي. من مصر إلى الشام، تتكرر قصص إحباط الشباب وعدم قدرتهم على تلبية متطلبات الزواج نتيجة التضخم وارتفاع قيمة جرام الذهب، الذي أصبح يثقل كاهل الأسر ويعيد تشكيل أحلام وآمال الأفراد.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثيره على الزواج

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا حادًا في الفترة الأخيرة، مما أثر بشكل مباشر على تكاليف الزواج لدى الشباب، حيث أصبح شراء الشبكة التقليدية أمرًا خارج نطاق قدرات كثير من الشباب. في مصر، كان حسام، الشاب الثلاثيني، مثالاً حيًا للمعاناة، إذ اضطر إلى مواجهة ضغط تجهيزات الزواج بجانب مشقة العمل لساعات طويلة. لكن تضاعف أسعار الذهب دفع والد خطيبته لفسخ الخطبة، لعدم قدرة حسام على توفير الكمية المطلوبة من الذهب المتفق عليها.

هذا الارتفاع لا يقتصر فقط على مصر، بل يتكرر هذا النمط في سوريا أيضًا. حيث يضطر الشباب لتقديم كميات من الذهب كشرط لإتمام الزواج، وهو ما أصبح عبئًا كبيرًا، خاصة في المناطق التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة وتحديات معيشية.

الذهب وأثره الاقتصادي والاجتماعي بسوريا

في سوريا، يعاني الشباب من أزمة ارتفاع سعر الذهب بشكل غير مسبوق، وهو ما انعكس سلبًا على معدلات الزواج. رسام الجدران السوري، عزيز الأسمر، عبر عن معاناة العائلات والشباب عبر أعماله الفنية التي جسدت الواقع الاقتصادي الصعب. يتحدث عزيز عن ارتفاع جنوني لسعر الذهب أثقل كاهل السوريين، حيث أصبح حتى المتزوجون يعانون من ديون ناتجة عن قروض الذهب.

صديق عزيز، وهو مدرس من إدلب، اضطر لاستدانة 200 جرام من الذهب لإنشاء مصدر دخل وتحسين مستوى عائلته. ومع ارتفاع قيمة الذهب، وجد نفسه عاجزًا عن إعادة المستدان منه، فتكلفة استرداد الذهب أصبحت ضعف القيمة التي حصل عليها.

حلول مقترحة لمواجهة أزمة الذهب وغلاء التكاليف

لمواجهة هذه الأزمات، بدأت بعض العائلات في تبنّي طرق جديدة لتخفيف الأعباء. في بعض المناطق السورية، أصبح الزواج يتم في ظروف بسيطة للغاية، حيث يتم الاكتفاء بخاتم صغير أو تأجيل شراء الذهب عند تحسن الأوضاع الاقتصادية. كما أن تغيير ثقافة المغالاة في الطلب على الذهب قد يساعد في تخفيف الضغوط عن الشباب وتوفير فرص أكثر للزواج.

في المقابل، تعمل بعض الجمعيات الأهلية في مصر وسوريا لتوفير بدائل مثل المشاريع الجماعية أو تسهيلات مالية تساهم في تمكين الشباب من تلبية متطلبات الزواج. ومع ذلك، يبقى الحل طويل المدى متعلقًا باستقرار أسعار الذهب، وتحسين الوضع الاقتصادي العام في المنطقة.

العنوان القيمة
سعر جرام الذهب الحالي 4800 جنيه مصري
التكلفة المتوقعة للشبكة في مصر ما يقارب 120 ألف جنيه
تكلفة الذهب في سوريا تضاعفت بنسبة 80%

في ظل ارتفاع أسعار الذهب، تبقى حاجة المجتمع ماسة لتبني سياسات اجتماعية واقتصادية تدعم الشباب وتخفف من حدة الأزمات الناجمة عن التضخم، لضمان تحقيق استقرار في معدلات الزواج وتقليل التأثيرات السلبية على بنية المجتمع الأساسية.