انخفاض الذهب مع ارتفاع الدولار وترقب بيانات التضخم الأميركية

الأسعار الحالية للذهب وتأثير التضخم على سوق المعدن النفيس

تراجعت الأسعار العالمية للذهب مع ارتفاع الدولار الأميركي، حيث يترقب المستثمرون بشغف صدور بيانات التضخم الأميركي يوم الجمعة المقبل، تقدّم رؤية أوضح حول توجه السياسة النقدية ومستقبل أسعار الفائدة. لا سيما أن أسعار الذهب تخضع لتقلبات مباشرة مع تحركات الدولار والتضخم، ما يجعلها محور اهتمام الأسواق العالمية.

تراجع أسعار الذهب وتأثير ارتفاع الدولار على المعدن النفيس

شهد سعر الذهب في سوق المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 4,084.29 دولارًا للأوقية بحلول الساعة الثالثة صباحًا بتوقيت غرينتش، بينما تصدرت العقود الآجلة الأميركية تسليم كانون الأول/ديسمبر المكاسب، مرتفعة بنسبة 0.9% لتبلغ 4,100.90 دولارًا للأوقية. ويُعزى هذا التراجع جزئيًا إلى ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% أمام مجموعة من العملات الرئيسية، مما زاد من تكلفة الذهب لحائزي العملات الأجنبية، وبالتالي الضغط على سعر المعدن النفيس على الصعيد العالمي.

هذه العلاقة العكسية بين الدولار وأسعار الذهب تعكس طبيعة الذهب كملاذ آمن في أوقات ضعف العملة الأميركية، إذ يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة الذهب للمشترين الآخرين، ما يقلل الطلب عليه ويؤثر على سعره في الأسواق العالمية.

تأثير بيانات التضخم الأميركية على أسعار الذهب ومصير الفائدة

الترقب الحالي يتمحور حول تقرير مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، المتوقع أن يعلن استقرار التضخم الأساسي عند 3.1% خلال سبتمبر الماضي؛ وهو الأمر الذي قد يؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل. الأسواق في الوقت الراهن تسعر احتمالية رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يجعل الاستثمار في الذهب محفوفًا بعدم اليقين.

  1. استقرار التضخم أو انخفاضه يُقلل من احتمالية رفع الفائدة، ويساعد الذهب على الارتفاع.
  2. ارتفاع التضخم قد يدفع البنك المركزي لرفع الفائدة، مما يزيد عوائد السندات الأميركية ويضغط على الذهب.
  3. تغيرات السياسة النقدية تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الاحتفاظ بالذهب، الذي لا يمنح عوائد فائدة.

الذهب يستفيد عادةً من تراجع أسعار الفائدة بسبب انخفاض التكلفة البديلة لحيازته مقارنة بالاستثمار في أصول تحقق دخلًا ثابتًا، بينما يعاني من الضغوط عند ارتفاع الدولار أو زيادة عوائد السندات الأميركية.

أداء أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى خلال العام وتأثير التوترات العالمية

على الرغم من التراجع الأخير، فقد سجل الذهب ارتفاعًا سنويًا ملحوظًا بقيمة تقارب 56% ليصل إلى مستوى تاريخي قياسي عند 4,381.21 دولارًا للأوقية، مدعومًا بعدة عوامل تشمل حالة عدم اليقين الجيوسياسي المستمرة، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى ارتفاع مشتريات البنوك المركزية عالميًا، ما يعزز الطلب على الذهب كأصل آمن.

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار للأوقية) نسبة التغيير
الذهب 4,084.29 -0.2%
الفضة 48.43 -0.2%
البلاتين 1,612.90 -0.6%
البلاديوم 1,442.70 -1.1%

في الجهة الأخرى، شهدت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتبلغ 48.43 دولارًا للأوقية، وانخفض البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1,612.90 دولارًا، وبلغ البلاديوم تراجعًا ملحوظًا بنسبة 1.1% مسجلاً 1,442.70 دولارًا للأوقية، ما يعكس التأثر العام لارتفاع الدولار وأدوات سوق الدين الأميركية على أسعار المعادن الثمينة كافة.