ارتفاع طفيف في أسعار الذهب عقب تراجع حاد لمدة يومين

أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا طفيفًا في ظل مشاعر متقلبة حول الموجة الصعودية التي اجتاحت السوق خلال الأسابيع الماضية، ما يجعل المستثمرين يعيدون تقييم وضع السوق وسط تقلبات ملحوظة؛ حيث ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.4% يوم الخميس، بعد خسائر قاربت 6% في جلستين متتاليتين، بينما يراقب المتعاملون احتمالات توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين يخفف من ضغوط التوترات الجيوسياسية التي عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن خلال الفترة الأخيرة.

تصحيح ومستقبل أسعار الذهب في ظل تقلبات السوق

كشف التحليل الفني أن الارتفاع الحاد في أسعار الذهب كان مبالغًا فيه إلى حد كبير؛ إذ ساهم التراجع الحاصل هذا الأسبوع في خفض وتيرة التذبذب في الأسواق، مما يفسر التصحيح الحالي للأسعار. أحد العوامل التي دعمت ارتفاع الذهب منذ منتصف أغسطس هو ما يعرف بـ”تجارة تخفيض القيمة”، التي يعتمدها المستثمرون كوسيلة للتحوط ضد المخاطر المرتبطة بالديون السيادية وتراجع قيمة العملات بسبب عجز الميزانيات الحكومية المتزايد، ما جعل الذهب يحافظ على جاذبيته كأصل آمن شرط استمرار هذه الظروف. لا تزال أسعار الذهب مرتفعة بنحو 55% منذ بداية العام، مع تلقيها دعمًا مؤخراً نتيجة التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي قد يخفض معدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل قبل نهاية العام. وأشارت هيبي تشين، المحللة في شركة “فانتاج غلوبال برايم”، إلى أن أسعار الذهب، بعد موجة صعود مفرطة، تستجيب كشرائط مطاطية شديدة التمدد تعود الآن لترتد بشكل قوي، وهذا الانحدار لا يعكس تغيرًا جوهريًا في الاتجاهات، بل هو تصحيح فني مع بقاء مستوى الطلب على المعادن النفيسة قويًا.

  • تجارة تخفيض القيمة وتأثيرها على أسعار الذهب
  • دعم أسعار الذهب بالرهانات على تخفيض الفائدة الأميركية
  • تقييم المؤشرات الفنية لحركة الأسعار والتصحيح الحالي

تأثير صراعات واشنطن وبكين على أسعار الذهب

يراقب المستثمرون عن كثب التطورات في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا في ظل تجدد التوترات بين أكبر اقتصادين عالميين، حيث تأجلت آمال التوصل إلى اتفاق شامل. توقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يؤدي إلى “اتفاق جيد” للتجارة، لكنه لم يستبعد احتمال عدم حدوث اللقاء، مما يجعل الأسواق تتصرف بحذر فيما يتعلق بتداعيات هذه المفاوضات. هذا المنحى يعكس موقفًا متوازنًا بين قلق الضوضاء التجارية والجيوسياسية وجرعة من التفاؤل الواقعي حسب تعبير المحللة هيبي تشين، مما ينعكس بدوره على أسعار الذهب والملاذات الآمنة الأخرى التي تحظى بطلب مستمر في ظروف عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.

مستويات وأسعار المعادن النفيسة وتحديثات السوق الحالية

شهدت أسعار الذهب الفوري ارتفاعًا خفيفًا إلى مستوى 4119.74 دولار للأونصة صباح الخميس بتوقيت لندن، مدعومًا بتحسن مؤشر “بلومبرغ” للدولار الأميركي الفوري، وذلك رغم التراجع الحاد سابقًا. ولحقت الفضة الذهب في التعافي، حيث زادت 1.8% بعد تراجعها بنحو 7.6% خلال جلستين، فيما شهد البلاديوم والبلاتين أيضًا ارتفاعات ملحوظة تعكس تحسن الطلب. توضح البيانات الحديثة المعدلات التالية للأسعار:

المعدن النسبة المئوية للتغير الوضع السابق
الذهب الفوري +0.4% انخفاض بنحو 6% خلال الجلستين السابقتين
الفضة +1.8% تراجع 7.6% سابقاً
البلاديوم والبلاتين ارتفاع ملحوظ تذبذب سابق

يُجدر بالذكر أن تعديل الأسعار يعكس تحركات السوق اللحظية، مما يؤكد على صعوبة التنبؤ بثبات الاتجاه في المدى القصير وسط تقلبات سياسية وتجارية مستمرة تستدعي مرونة في استراتيجيات الاستثمار المتعلقة بأسعار الذهب والمعادن النفيسة.