تراجع اليورو وسط تصاعد التوترات التجارية

اليورو مقابل الدولار يشهد تراجعًا وسط تصاعد التوترات التجارية وتوقعات الفائدة الأوروبية

تراجع اليورو مقابل الدولار بشكل ملحوظ في السوق الأوروبية، متأثرًا بالتوترات التجارية الأمريكية الصينية التي تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي. هذا الانخفاض جاء بعد توقف مؤقت لخسائر العملة الأوروبية وتحميل المستثمرين آمالًا جديدة بفهم مسار أسعار الفائدة الأوروبية. لذلك، يظل سعر اليورو مقابل الدولار محط اهتمام المستثمرين والمتابعين في الأسواق المالية.

تأثير التوترات التجارية على سعر اليورو مقابل الدولار

تراجعت قيمة اليورو يوم الخميس مقابل سلة من العملات، مع قرب ملامسته لأدنى مستوى له خلال أسبوعين بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أرجع الضغط إلى سوق العملات بشكل عام. إدارة ترامب تدرس فرض قيود جديدة على الصادرات الصينية تشمل مجموعة واسعة من البرمجيات والتقنيات مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومحركات الطائرات، كرد فعل على إجراءات بكين الأخيرة المتعلقة بتصدير المعادن النادرة، وفقًا لوكالة “رويترز”.

شركة كابيتال.كوم، من خلال كبير محللي الأسواق كايل رودا، صرحت بأن هذه التوترات التجارية لا تزال المحرك الأساسي لتقلبات الأسواق، مشيرًا إلى أن غالبية المستثمرين يرون في هذه التحركات مجرد سياسة “حافة الهاوية” تهدف لدفع المفاوضات إلى الأمام دون تحقيق فعلي لهذه التهديدات.

توقعات الفائدة الأوروبية وتأثيرها على سعر اليورو مقابل الدولار

عادت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية للعملة الموحدة إلى التراجع بعد تجدد الضغوط التضخمية التي تواجه صانعي السياسات النقدية بالبنك المركزي الأوروبي، خاصة مع ضعف فرص خفض الفائدة في الأشهر المقبلة، حيث تشير بيانات السوق إلى أن تسعير خفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في أكتوبر أقل من 10%.

يحاول المستثمرون إعادة تقييم هذه الاحتمالات استنادًا إلى مجموعة من البيانات الاقتصادية الواعدة وتعليقات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي. مع توقف دورة خفض أسعار الفائدة في العام الحالي، أصبح تداول سعر اليورو مقابل الدولار يتسم بحذر وترقب للبيانات القادمة التي قد تعيد رسم صورة السياسة النقدية الأوروبية.

تحليل سعر اليورو مقابل الدولار والاتجاهات المستقبلية للسوق

شهد سعر اليورو مقابل الدولار تراجعًا بنسبة حوالي 0.2% ليصل إلى 1.1591 دولار، بعد أن افتتح الجلسة عند 1.1610 دولار، في حين سجل أعلى مستوى له عند 1.1614 دولار، مع نهاية تعاملات الأربعاء مسجلاً ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% عقب أدنى مستوى خلال أسبوعين عند 1.1577 دولار. يعكس ذلك حالة تقلب واضحة وسط هيمنة اتجاه هابط على المدى القريب، حيث يخسر اليورو زخمه الإيجابي أمام الدولار المتصاعد.

في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الدولار بأكثر من 0.2% بسبب ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي كأصول ملاذ آمن، خاصة مع توجه البنوك المركزية في بريطانيا واليابان وكندا وأستراليا إلى سياسات نقدية أكثر تيسيرًا لكبح التباطؤ الاقتصادي في بلدانهم. يتضمن هذا التوجه تحفيضات محتملة في الفائدة وبرامج تحفيز إضافية.

المؤشر القيمة الحالية
سعر اليورو مقابل الدولار 1.1591 دولار
مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاع بأكثر من 0.2%
احتمالات خفض الفائدة الأوروبية في أكتوبر أقل من 10%
  • التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تؤثر سلبًا على التجارة العالمية
  • تراجع احتمالات خفض الفائدة الأوروبية في ظل الضغوط التضخمية
  • ارتفاع الطلب على الدولار كملاذ آمن في ظل سياسات نقدية أكثر تيسيرًا في عدة دول

في مجمل التطورات، يشهد سعر اليورو مقابل الدولار حالة من الضعف النسبي وسط هيمنة عوامل خارجية متعددة، أبرزها تصاعد القيود التجارية والتغيرات في السياسة النقدية العالمية، ما يجعل الأسواق تنتظر بشغف الإشارات القادمة من البنك المركزي الأوروبي والبيانات الاقتصادية المرتقبة لتحديد الاتجاه المقبل للعملة الأوروبية مقابل الدولار الأمريكي.