الصين تستعرض قوتها الاقتصادية بـ 10 أسلحة لمواجهة الحرب التجارية مع أمريكا

تشكّل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تصعيداً مستمراً منذ عام 2018، حين بدأ الجانبان في فرض رسوم جمركية متبادلة، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين، وقد جاءت هذه الحرب كنتيجة لمخاوف متعلقة بالممارسات التجارية غير العادلة، وسرقات الملكية الفكرية، واختلال الميزان التجاري الذي يميل لصالح الصين، وقد أثرت هذه الحرب بشكل كبير على الاقتصاد العالمي وسلاسل التوريد الدولية.

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي

تسببت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا في اضطراب كبير في الاقتصاد العالمي، حيث انعكست النزاعات التجارية بين البلدين على الأسواق العالمية وسلاسل التوريد، وعليه فقد أدى فرض الرسوم الجمركية المتبادلة إلى رفع تكاليف الإنتاج والسلع، مما أثر سلباً على الصناعات التي تعتمد على التبادل التجاري بين البلدين، وقد تضررت القطاعات التكنولوجية والزراعية بشكل خاص، حيث استهدفت الرسوم سلعاً مثل فول الصويا والإلكترونيات، مما ساهم في تفاقم المشكلات للمنتجين والمصدرين.

كما أثر هذا النزاع على العلاقات الدولية من خلال خلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي، حيث أصبحت الدول تخشى الوقوع في وسط الصراع التجاري بين هاتين القوتين الاقتصاديتين، وتسعى الدول بشكل متزايد لتقليل اعتمادها على السوقين الصيني والأمريكي عبر تنويع شركائها التجاريين.

كيف تواجه الصين الرسوم الجمركية الأمريكية؟

رداً على الرسوم الجمركية الأمريكية، لجأت الصين إلى اتخاذ إجراءات متعددة لموازنة التأثيرات الاقتصادية، من أهم هذه الأدوات فرض رسوم جمركية انتقامية تستهدف سلعاً استراتيجية مثل المنتجات الزراعية والسيارات، مما يضيف ضغطاً اقتصادياً وسياسياً على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعزيز جهودها لتنويع سلسلة التوريد من خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق لبناء شراكات تجارية جديدة.

كما تعتمد الصين على خفض قيمة عملتها، لجعل صادراتها أكثر تنافسية عالمياً، مما يُخفّف من أثر الرسوم الجمركية، وتعتمد على سيطرتها العالمية على المعادن النادرة لممارسة ضغوط اقتصادية على الولايات المتحدة، حيث تُعتبر هذه المعادن ضرورية لتصنيع التكنولوجيا المتقدمة.

أدوات الصين الاستراتيجية للمواجهة الاقتصادية

تسعى الصين بشكل استراتيجي للاستثمار في التقنيات الناشئة كشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي لتقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية، كما تستخدم قوتها الناعمة من خلال الإعلام والعلاقات الدولية لتكوين تحالفات تدعم موقفها، وقامت بتوسيع استخدام عملتها “اليوان” على المستوى العالمي في محاولة لتقويض هيمنة الدولار الأمريكي.

علاوة على ذلك، تعمل الصين على تحفيز استهلاكها المحلي لتعويض أي خسائر ناتجة عن التصدير، ويمكن لهذه الاستراتيجية طويلة الأمد أن تُقلّل تدريجياً من تأثير النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة، كما تستغل الصين سندات الخزانة الأمريكية التي تحتفظ بها كوسيلة ضغط استراتيجية، على الرغم من أنها خطوة محفوفة بالمخاطر.

في النهاية، يتضح أن الحرب التجارية بين الصين وأمريكا تجاوزت كونها مجرد نزاع اقتصادي محلي وأصبحت تحدياً عالمياً يؤثر على الأسواق والاقتصادات بشكل مباشر وغير مباشر، حيث يعتمد المستقبل الاقتصادي العالمي بشكل كبير على كيفية تطور هذه العلاقة بين البلدين خلال السنوات القادمة.