اليابان وتقييم الحكومة الجديدة بقيادة تاكايتشي وانتظار المستثمرين لمسار أسعار الفائدة
شهدت الأسواق الآسيوية ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة الين الياباني، الذي تعافى مقابل مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، محاولًا تعويض خسائره التي سجلها خلال الأسابيع الماضية مقابل الدولار الأمريكي، وسط تقلبات حادة في الأسواق العالمية وتراجع قياسي في أسعار الذهب، ما دفع المستثمرين إلى اعتبار الين ملاذًا آمنًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. التقييمات مستمرة بشأن الحكومة اليابانية الجديدة بقيادة تاكايتشي، بينما يترقب المستثمرون أدلة قوية لتحديد مسار أسعار الفائدة اليابانية في المرحلة المقبلة.
تقييم أداء الحكومة اليابانية الجديدة بقيادة تاكايتشي وتأثيرها على الأسواق
تستمر توقعات المستثمرين حول حكومة اليابان الجديدة، التي يقودها رئيس الوزراء ساناي تاكايتشي، أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد، عقب التصويت الحاسم الذي جرى في البرلمان يوم الثلاثاء الماضي. جاء انتخاب تاكايتشي بعد تحالف قوي بين الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم وحزب الابتكار الياباني، ما أتاح لها تأمين أغلبية ساحقة في البرلمان بلغت 237 صوتًا في الجولة الأولى، مما ألغى الحاجة إلى جولة إعادة انتخابية. وقد وافقت تاكايتشي على العديد من سياسات حزب الابتكار، أبرزها خفض عدد مقاعد البرلمان، وتوفير التعليم الثانوي مجانًا، إلى جانب تجميد ضريبة استهلاك الأغذية لمدة عامين. في هذا السياق، يستمر المستثمرون في تقييم قدرة الحكومة الجديدة على تنفيذ هذه الإصلاحات ومدى تأثيرها على حركة الأسواق المالية، خصوصًا أن السياسة الاقتصادية التي من المتوقع أن تتبناها تاكايتشي تحظى بتأييد واسع لعلاقة وثيقة مع السياسات التحفيزية التي تبناها الراحل شينزو آبي.
تحليل سعر الين الياباني في ظل التقلبات الاقتصادية وآفاق أسعار الفائدة
شهد سعر صرف الين الياباني fluctuations واضحة خلال الجلسات الأخيرة، إذ تراجع الدولار مقابل الين بنحو 0.3% إلى 151.49 ينًا، بعدما افتتح التداول عند 151.93 ينًا، وسجّل سعرًا أعلى عند 151.96 ينًا. بينما أنهى الين تعاملات الثلاثاء منخفضًا بنسبة 0.8% مقابل الدولار، مسجلاً أدنى مستوى في أسبوع عند 152.17 ينًا، وذلك في أعقاب تصويت البرلمان على اختيار رئيس الوزراء الجديد. ارتفع الين في تعاملات يوم الأربعاء محاولًا تعويض خسائره خلال الأيام الأربعة الماضية، نتيجة ارتفاع الطلب عليه كعملة ملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق وتراجع الذهب الذي يعد أحد أصول الحماية التقليدية. وأعلن محافظ بنك اليابان، أويدا، عن استعداد البنك المركزي لرفع سعر الفائدة الرئيسي إذا ازدادت فرص تحقيق توقعات النمو والتضخم، مما أدى إلى ارتفاع احتمالات رفع أسعار الفائدة في أكتوبر من 25% إلى 35%، مع احتمال 50% لرفعها بحلول ديسمبر. لذا يترقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية مثل التضخم والبطالة والأجور لتكوين صورة واضحة عن توجه البنك المركزي مستقبلاً.
تقلبات سوق الذهب ودورها في دعم أسعار الين الياباني كملاذ آمن
شهدت الأسواق العالمية موجة من التقلبات الحادة نتيجة الهبوط الكبير في أسعار الذهب، حيث انخفض المعدن النفيس يوم الأربعاء بنسبة 2.9%، مستمرًا في خسائره لليوم الثاني على التوالي، مع وصول سعر الأونصة إلى 4,003.39 دولارًا. وكان الذهب قد سجل تراجعًا أكثر من 5% يوم الثلاثاء، في أكبر خسارة يومية منذ عام 2020، بسبب تسارع عمليات التصحيح وجني الأرباح عقب موجة صعود استثنائية. هذا التراجع دفع المستثمرين إلى إعادة توزيع محافظهم الاستثمارية والتوجه نحو أصول الملاذ الآمن الأخرى، وعلى رأسها الين الياباني الذي شهد انتعاشًا ملحوظًا مع ازدياد الطلب عليه. تتجسد أهمية هذه التغيرات في التالي:
- انخفاض الذهب يعزز الطلب على الين كعملة استقرار في أوقات المخاطر والسيولة.
- ارتفاع الين تزامنًا مع تعثر الذهب يعكس تحركات المستثمرين نحو التوازن عبر أصول مختلفة.
- توقعات بأن يستمر تأثير تقلبات الذهب على سعر الين كعامل مؤثر في الفترات القادمة.
سعر الذهب ( الدولار لكل أونصة ) | نسبة التغير |
---|---|
4003.39 | -2.9% |
اليوم السابق | -5% |
حافظت ساناي تاكايتشي على التزامها بتعزيز الاقتصاد الياباني عبر إنفاق مكثف وإجراءات تحفيزية، متحدية تقلبات الأسواق ومواجهة جلسات تداول متقلبة يتصارع فيها المستثمرون لموازنة مخاطر رفع أسعار الفائدة مع فرص النمو المتاحة، مما يجعل من متابعة تطورات الحكومة اليابانية الجديدة وتأثيرها على سعر الين الياباني ومسار أسعار الفائدة أمرًا ضروريًا لفهم واقع الاقتصاد الياباني في الشهور المقبلة.