اندفاع عالمي بسبب اختفاء الفضة من الهند يثير ذعر المعادن

الاضطراب العالمي في أسواق الفضة وتأثير الطلب الهندي على الأسعار

شهدت أسواق الفضة العالمية اضطرابًا غير مسبوق، بدأ صداه من الهند ووصل إلى لندن، المكان الذي تُحدد فيه الأسعار العالمية. هذه الأزمة التي نجمت عن طلب هائل خلال موسم الأعياد الهندوسي تحولت سريعًا إلى حالة اضطراب عالمية هي الأشد خلال الأربعين عامًا الماضية، حيث نفد مخزون أكبر مصفاة للمعادن الثمينة في الهند لأول مرة في تاريخها.

الطلب الهندي على الفضة كشرارة الأزمة وتأثيراته العالمية

يشكل الطلب الهندي على الفضة المحرك الأساسي وراء الأزمة التي عصفت بأسواق الفضة العالمية؛ فقد شهد موسم ديوالي هذا العام تحولًا مفاجئًا من الذهب إلى الفضة، مدفوعًا بحملات ترويجية على منصات التواصل الاجتماعي التي أبرزت الفضة كفرصة استثمارية ذهبية بفضل ارتفاع نسبة سعر الذهب إلى الفضة، التي بلغت 1 إلى 100. هذا التحول دفع مئات الملايين من المستهلكين في الهند إلى شراء المجوهرات الفضيّة بمليارات الروبيات، بينما ارتفعت العلاوات السعرية للفضة بشكل حاد، لتتجاوز مستويات غير مسبوقة وصلت إلى أكثر من 5 دولارات للأونصة في الهند.

تراجع العرض العالمي وانهيار مخزونات الفضة في لندن

مع ازدحام الطلب الذي تجاوز التوقعات، أغلقت الصين، أحد أكبر موردي الفضة، أبوابها خلال عطلة وطنية امتدت لأسبوع، مما دفع التجار إلى مراكز أخرى، أبرزها لندن التي تُعد مركز تجارة الفضة العالمي. لكن المفاجأة كانت في خزائن لندن، التي تضم أكثر من 36 مليار دولار من الفضة، والتي تبيّن أن معظمها مخصص لصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) وليست متاحة للتداول، ما تسبب في نقص حاد في المخزون المتاح. هذا النقص قاد إلى حالة ذعر في السوق، حيث انحرفت البنوك الكبرى عن تقديم عروض الأسعار، وسط طلبات ملحة من العملاء لتأمين احتياجاتهم، مما تسبب في فروقات سعرية كبيرة بين العروض في السوق اللندني.

تأثير نقص العرض العالمي على أسعار الفضة وارتباطه بالطاقة الشمسية

يتجاوز الطلب العالمي على الفضة الكمية المتوفرة من الإنتاج من المناجم وإعادة التدوير منذ خمس سنوات، وهو أمر يعود بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في الطلب على الفضة المستخدمة في صناعة الخلايا الكهروضوئية للطاقة الشمسية. فوفقًا لمعهد الفضة، تجاوز الطلب الفعلي المعروض بحوالي 678 مليون أونصة منذ عام 2021، في وقت تضاعف فيه الاستخدام في مجال الطاقة المتجددة. مع ذلك، تراجع المخزون الحر في سوق لندن إلى أقل من 150 مليون أونصة بحلول أوائل أكتوبر، بينما شهد السوق ضغوطًا إضافية بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة والزيادة الكبيرة في الحيازات الاستثمارية لصناديق المؤشرات المتداولة عالميًا.

  • نفاد المخزون في المصافي الهندية للمرة الأولى
  • زيادة الطلب بفعل حملات التواصل والاعتقادات الهندوسية
  • انخفاض المعروض العالمي إثر العطلات الصينية وحيازات صناديق ETFs
  • تراجع عروض البنوك في لندن وسط ارتفاع الطلب والذعر
  • تأثير الطلب على الطاقة الشمسية كعامل رئيسي في نقص العرض
  • مخزونات لندن تتآكل وسط ضغوط رسوم ترامب والاستثمار المضاربة
العامل التأثير
الطلب الهندي ارتفاع الأسعار ونفاد المخزون محليًا
عطلة الصين انخفاض المعروض العالمي مؤقتًا
صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) احتجاز كميات كبيرة من الفضة بعيدًا عن التداول
استخدام الفضة في الطاقة الشمسية زيادة الطلب المستمر ونقص المعروض
الرسوم الجمركية الأميركية تحويل الشحنات وتجميع المخزون في نيويورك

تفاقمت أزمة الفضة بسبب عوامل متعددة دفعت الأسواق إلى أسوأ حالة توتر منذ محاولة الأخوين هانت احتكار السوق قبل عقود، فقد عجزت البنوك الرائدة في لندن عن تلبية الطلب المتزايد، فيما أعلن بنك “جي بي مورغان” أحد أكبر المتداولين عن عدم توفر شحنات حتى نوفمبر، وأوقفت مصافي عالمية مثل “أرغور-هيراوس” استقبال الشحنات غير المتعاقد عليها مسبقًا. وصحيح أن تاريخ سوق الفضة يشهد تقلبات وحتماً أزمات، فإن الأزمة الحالية مميزة كونها نابعة من عجز حقيقي في توفير المعدن وليس من اختناقات لوجستية كما في السابق، ما يجعل استقرار السوق هشًا في ظل الطلب المتنامي خصوصًا في قطاع الطاقة النظيفة والاستثمارات المضاربية العالمية.