عوائد سندات حكومات منطقة اليورو تشهد استمرار الهبوط وسط ترقب قرارات الفيدرالي وبيانات التضخم
استأنفت عوائد سندات حكومات منطقة اليورو مسارها الهبوطي خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مواصلة التراجع الذي بدأ الأسبوع الماضي، متأثرة بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع تصاعد المخاوف الائتمانية في الأسواق الأميركية وتنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يؤثر بدوره على قرارات المستثمرين وتوجهاتهم.
تراجع عوائد سندات منطقة اليورو وسط ضغوط اقتصادية عالمية
شهدت عوائد سندات حكومات منطقة اليورو تراجعًا واضحًا خلال الأيام الماضية، حيث انخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المؤشر المرجعي في المنطقة، بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 2.55%، مقتربًا من أدنى مستوى له خلال الأربعة أشهر السابقة عند 2.52%، وذلك خلال التعاملات التي شهدها الثلاثاء، بعد أن لامس هذا المستوى يوم الجمعة الماضي. ويُتابع المستثمرون هذا الهبوط مع توجه متزايد نحو أصول الملاذ الآمن، نتيجة مخاوف الإغلاق الحكومي المحتمل في الولايات المتحدة، وتصاعد التوترات التجارية مع الصين، إضافة إلى مؤشرات على ضغوط ائتمانية تؤثر على الاقتصاد الأمريكي. لابد من الإشارة هنا إلى أن العوائد تتحرك بشكل عكسي مع أسعار السندات، حيث ارتفعت أسعارها مع تراجع العوائد، وهو اتجاه استراتيجي يتبعه المستثمرون في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.
كما شهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات انخفاضًا بنحو 3 نقاط أساس ليصل إلى 3.96%، مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي عند 3.93%، مما يعكس الحذر المتصاعد في الأسواق.
توقعات ترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على عوائد السندات
يركز المستثمرون العالميون أنظارهم على إصدار بيانات التضخم الأمريكية المقرر يوم الجمعة المقبل، والتي تُعد البيانات الاقتصادية الأهم خلال فترة الإغلاق الحكومي المستمرة في الولايات المتحدة، إذ تعد هذه الأرقام مؤشراً حيوياً لتحديد سياسة الفائدة المرتقبة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ومن المتوقع أن يعقد الفيدرالي اجتماعه الأسبوع المقبل وسط توقعات تفيد بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال إضافي لتنفيذ خفض آخر في شهر ديسمبر المقبل. هذا السيناريو يعكس التوترات الاقتصادية ويؤثر بشكل مباشر على سوق السندات، حيث يعتمد المستثمرون على هذه القرارات لتحديد استراتيجياتهم الاستثمارية.
- صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة
- اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل
- توقع خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
- احتمالية خفض إضافي في ديسمبر
الاستقرار الاقتصادي الأوروبي وتوقعات البنك المركزي الأوروبي
على الجبهة الأوروبية، يقترب معدل التضخم من المستهدف الرسمي للبنك المركزي الأوروبي، في ظل استمرار النمو الاقتصادي بوتيرة مستقرة نسبيًا، مما يعكس استجابة قوية مع التحديات الاقتصادية الحالية. وأكدت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن البنك يتواجد في «وضع جيد» ولا يرى ضرورة لاتخاذ إجراءات فورية جديدة في الوقت الحالي. تشير العقود الآجلة إلى توقعات بتثبيت أسعار الفائدة حتى نهاية السنة الجارية، مع احتمال بنسبة 80% لإجراء خفض جديد في عام 2026، مما يعكس حالة من التفاؤل الحذر بين الفاعلين الاقتصاديين.
وفي ألمانيا، استقر العائد على سندات الحكومة لأجل عامين عند 1.91%، في ظل تحذيرات محللين بضرورة مراقبة تأثير التوسع المالي الألماني على التضخم والنشاط الاقتصادي خلال العامين القادمين، حيث يمكن لهذه السياسة المالية أن تلعب دورًا محوريًا في تحديد مسار الاقتصاد الألماني والإقليمي.
العامل | الوضع الحالي |
---|---|
العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات | 2.55% (منخفض بمقدار 3 نقاط أساس) |
العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات | 3.96% (منخفض بمقدار 3 نقاط أساس) |
العائد على السندات الألمانية لأجل عامين | 1.91% (مستقر) |
احتمالية خفض الفائدة من البنك المركزي الأوروبي في 2026 | 80% |
يشير هذا المشهد المالي إلى أن عوائد سندات حكومات منطقة اليورو ستستمر في التأثر بالتطورات العالمية خاصةً المتعلقة بقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبيانات التضخم، في حين تظل الأسواق الأوروبية بانتظار مستجدات السياسة النقدية التي يعلنها البنك المركزي الأوروبي، وسط توقعات ببقاء الأسواق متحفزة لأي تغير مفاجئ في توجهات الفيدرالي الأمريكي وتأثير ذلك على السيولة والائتمان.