الفرنك السويسري يتجه نحو تسجيل أعلى مستوياته خلال عقد مقابل اليورو، مستفيداً من زيادة الطلب على العملات الملاذ الآمن، في ظل تصاعد المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية وعدم الاستقرار السياسي في الأسواق العالمية. وصلت قيمة العملة يوم الثلاثاء إلى 0.92102 يورو، وهو مستوى لم يتحقق منذ 11 شهراً، ما يجعلها على بعد نحو 0.2% فقط من ذروتها المسجلة في يناير 2015.
الفرنك السويسري كأداة تحوط رئيسية ضد التقلبات العالمية
يبرز الفرنك السويسري كأحد أبرز أدوات التحوط من المخاطر في سوق العملات الأجنبية، مع تصاعد القلق بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا واليابان، والضغط المتزايد على البنوك الإقليمية الأمريكية. تُظهر بيانات تداول عقود الخيارات زيادة ملحوظة في الطلب على الفرنك مقابل اليورو والدولار منذ تصعيد الرسوم الجمركية الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث كان الفرنك هو العملة الوحيدة بين عُملات مجموعة العشر التي ارتفعت مقابل الدولار خلال الشهر الماضي. يأتي ذلك وسط موجات متكررة من عزوف المستثمرين عن المخاطرة، مع تجدد القلق حول استقرار البنوك الإقليمية الأميركية.
قال كيت جوكس، رئيس استراتيجية العملات في بنك “سوسيتيه جنرال”، إن المتعاملين يلتفتون إلى مزايا الفرنك السويسري كعملة ملاذ آمن مقارنة باليورو، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف التحوط إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف أغسطس، إضافة إلى ارتفاع العلاوة على عقود الخيارات المرتبطة بصعود الفرنك إلى مستويات غير مسبوقة منذ مايو. ويتمتع الفرنك السويسري بميزة تنافسية وسط تقلص خيارات الملاذات الآمنة مثل الذهب والين، حيث يبرز كعمله قوية على رغم ارتفاع سعر الصرف الحقيقي الفعلي، خصوصاً مع اعتماد البنك الوطني السويسري على نهج انتقائي في توقيت تدخلاته التي تدعم استمرارية قوة العملة.
الأسواق تترقب قرارات الفائدة وتأثيرها على قوة الفرنك السويسري
يمر الإطار السياسي والنقدي في سويسرا هذا الأسبوع باختبار مهم، حيث ينتظر المستثمرون صدور ملخص اجتماع البنك الوطني السويسري بشأن أسعار الفائدة لشهر سبتمبر، مع توقعات بأن توجهات البنك ستكشف عن كيفية تعامله مع قوة الفرنك التي تقترب من أعلى مستوياتها خلال سنوات عدة. ومع عودة سعر الفائدة الرئيسي للبنك الوطني السويسري إلى الصفر، وفي ظل سجل طويل يتسم بالتدخلات الموجهة والمدروسة في السوق، يتطلع المتابعون إلى أي إشارات أو مؤشرات قد تدل على احتمالات تدخل البنك مستقبلاً وقدرته على مجابهة قوة العملة.
المؤشر | التفصيل |
---|---|
أعلى مستوى مقابل اليورو | 0.92102 يورو يوم الثلاثاء |
مواعيد صدور ملخص اجتماع البنك | الخميس القادم بالنسبة لشهر سبتمبر |
سعر الفائدة الرئيسي | صفر % مع سير في تدابير إدارة السوق |
احتواء توقعات الفائدة السلبية وتوجهات البنك الوطني السويسري
تخلّى معظم الاقتصاديين عن التوقعات بشأن عودة أسعار الفائدة السلبية في سويسرا، متماشين مع أسعار الفائدة القصيرة الأجل في سوق المال، لكن البنك المركزي السويسري ما زال يمتلك عدة أدوات سياسية لمواجهة آثار الانكماش المستورد والصدمات الخارجية. يرى محللون في “دانسكي بنك” أن البنك الوطني السويسري من المرجح أن يلجأ إلى تدخلات مباشرة في سوق العملات قبل إعادة النظر باتجاه الفائدة السلبية، نظراً إلى ارتفاع قيمة الفرنك مقارنة بسلة العملات الرئيسية لشركاء التجارة، إضافة إلى احتمالية فرض رسوم جمركية على الصادرات السويسرية نحو الولايات المتحدة، مما قد يساعد في تخفيف الضغوط التضخمية.
- البنك المركزي السويسري يعتمد سياسة تدخل انتقائية في سوق العملات
- اقتصاديون يشككون في عودة أسعار الفائدة السلبية قريباً
- الفرنك السويسري مستمر في الاحتفاظ بقوته وسط بيئة محفوفة بالمخاطر
يتوقع أيضاً أن يستمر زوج اليورو/الفرنك في التراجع خلال العام المقبل، مما يعكس استمرار إقبال المستثمرين على الفرنك كعملة ملاذ آمن محققة مستويات قياسية وسط أجواء عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ما يعزز من مكانة الفرنك السويسري في الأسواق المالية العالمية بشكل متزايد.