الذكاء الاصطناعي: غياب التكامل مع الخبرة البشرية يسبب عشوائية النتائج

أدت التطورات الهائلة في الذكاء الاصطناعي إلى فتح آفاق جديدة تتيح تعزيز الحوكمة الذكية والتنمية المستدامة، وفي قمة “إرثنا” التي استمرت يومين في العاصمة القطرية الدوحة، سلط المسؤولون الضوء على أهمية الدمج بين الخبرة البشرية والذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمعات الحديثة وتحفز التحول الاقتصادي المتنوع في دول الخليج.

أهمية الدمج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية

أكد الشيخ محمد الصباح، رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي للأشياء، أن المزج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية يمثل خطوة استراتيجية لتطوير الحوكمة الذكية والتنمية المستدامة. بدون هذا الدمج المنظم، قد يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تُستخدم بشكل عشوائي وغير مدروس، ما يؤدي إلى حدوث مشكلات لا يمكن التنبؤ بها. وأوضح أن استخدام الأدوات الذكية كـ “شات جي بي تي” يجب أن يكون في إطار موحد ومدعوم بالخبرة البشرية لضمان خلق سياسات فعالة.
والأهم من ذلك أن هذا التعاون يفتح باب الابتكار في صنع قرارات تعتمد على بيانات وتحليلات موثوقة، ما يعزز من قدرة المؤسسات في دول الخليج على التعامل مع التحديات بسلاسة. لذا، يجب على أجهزة الحوكمة اتخاذ خطوات منظمة وسريعة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الذكية الحديثة.

الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم اقتصادات الخليج المتنوعة

تلعب التكنولوجيا دورًا كبيرًا في إعادة تعريف الاقتصادات الخليجية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على عائدات النفط والغاز. أوضح الشيخ محمد الصباح أن الذكاء الاصطناعي يتيح إنشاء نماذج محاكاة طويلة الأمد لدراسة الأثر الشامل للسياسات المقترحة، مع تضمين الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية. هذا النهج الشامل يمكن أن يعمل كدليل استراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة.
علاوة على ذلك، يمكن لهذا التطور تعزيز استثمار الموارد الطبيعية كرافعة لتحفيز التنويع الاقتصادي، وتحويل الاقتصادات الخليجية إلى نموذح عالمي رائد. لكن بدون دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الحوكمة، ستظل هذه الطموحات بعيدة المنال.

توصيات مستقبلية لضمان استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي

لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي، لابد من اتباع خطوات عملية ومدروسة. لذلك ينصح الخبراء بما يلي:

• تعزيز التعاون بين الخبراء البشريين ومتخصصي التقنية لتطوير سياسات تواكب تطلعات المستقبل.
• إنشاء منصات لتحليل البيانات ومعالجة المخاطر المرتبطة بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.
• الاستثمار في تدريب وتعليم صناع القرار حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بأسلوب مُجدٍ وآمن.

من خلال هذه الخطوات، يمكن لدول الخليج بناء نموذج تنمية مستدام ومتين، مدعومًا بالذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية لتحقيق الرؤية المستقبلية.