الذهب يتراجع 3% متأثرًا بتصريحات ترامب عن الصين ورئيس الفيدرالي

شهد سعر الذهب تراجعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة بعد بلوغه مستويات قياسية جديدة، حيث انخفض بنسبة تفوق 3% متأثرًا بتحسن الشهية تجاه الأصول ذات المخاطر المرتفعة، مدعومًا بتصريحات إيجابية من الرئيس الأمريكي بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. على الرغم من ذلك، لا تزال المخاوف الجيوسياسية وأنشطة البنوك المركزية محفزات رئيسية لتحركات أسعار الذهب في الأسواق.

تراجع سعر الذهب وتأثيراته في الأسواق

انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 3.2% ليصل إلى 3274.35 دولار للأوقية بعد تسجيله أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500.05 دولار خلال الجلسة السابقة، كما هبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 3.9% إلى 3286.30 دولار للأوقية. يُعزى هذا التراجع إلى تزايد الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية بعد تصريحات إيجابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتعلق بعدم نيّته إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتفاؤله باتفاق تجاري محتمل مع الصين.

وفقًا لتحليل الخبراء، فإن السوق يتجه تدريجيًا إلى التكيّف مع تعريفات جمركية باتت واقعًا، فيما يشير فيليب ستروبل، كبير استراتيجيي السوق في “بلو لاين فيوتشرز”، إلى أنّ الاستثمار يتجه نحو بعض الأسماء التقنية البارزة مثل Apple وTesla. في الوقت ذاته، عزز تحسّن المعنويات المالية وارتفاع الدولار الضغط على أسعار الذهب، ما أدى إلى انحسار جاذبيته كملاذ آمن.

تأثير الاتفاقيات التجارية بين أمريكا والصين على أسعار الذهب

تُعد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من العوامل المؤثرة بشكل كبير على تحركات أسعار الذهب عالميًا، فقد أبدى الرئيس ترامب في تصريحاته الأخيرة تفاؤلاً حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري يُقلل من الرسوم الجمركية المفروضة على واردات السلع الصينية. ومع ذلك، أشار أيضًا إلى أنّ الاتفاق النهائي لن يُحدث تخفيضات كبيرة في معدلات التعريفة عن مستوياتها الحالية. علاوة على ذلك، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسانت على أهمية تقليل التعريفات المرتفعة لتعزيز تقدم المفاوضات بين الطرفين.

من الجدير بالذكر أن هذا النوع من الخطابات الإيجابية يدعم معنويات الأسواق المالية بشكل عام، ويؤدي إلى زيادة الإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، إلا أن ذلك ينعكس سلبًا على أسعار الذهب كونه يُعتبر استثمارًا يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين.

آفاق سعر الذهب في ظل التوترات الاقتصادية العالمية

ارتفع الذهب على مدار عام 2025 بأكثر من 26% مدفوعًا بعدة عوامل من أبرزها مشتريات البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية والمخاوف من حرب جمركية مستمرة، ما عزز دوره كأداة للتحوط ضد التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي. إلا أن التحركات الأخيرة نحو الصعود والهبوط أثرت على النظرة الفنية للمستثمرين، حيث أشار أولي هانسن، المحلل في ساكسو بنك، إلى أن الارتفاع الحاد نحو 3500 دولار والتراجع الحاد قد يزيد من مخاطر حدوث تصحيح أكبر في الأمد القريب.

وبالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات متفاوتة، حيث ارتفع سعر الفضة بنسبة 2.8% ليصل إلى 33.42 دولار للأوقية، في حين سجل البلاتين مكاسب بنسبة 1.3% عند 971.02 دولار للأوقية، وحقق البلاديوم زيادة بنسبة 0.7% ليبلغ 942.76 دولار، مما يعكس تأثير تحركات الأسواق العالمية على هذه المعادن.