90% من المعلمين يعبرون عن رضاهم عن وظائفهم

التطور المستمر في رضا المعلمين السعوديين وتقدير المجتمع لمهنتهم يمثل طموحًا واضحًا يعكس رقي التجربة التعليمية في المملكة؛ إذ أظهرت بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD قفزة نوعية في مؤشرات الرضا الوظيفي خلال ست سنوات فقط منذ 2018، مع زيادة تجاوزت 19 نقطة مئوية في تقدير المجتمع لأداء المعلمين، مما جعل المملكة ضمن أكثر الدول تحسنًا عالميًا بين 49 دولة شملها التقرير، حيث عبر 90% من المعلمين السعوديين عن رضاهم الوظيفي، متجاوزين المتوسط العالمي البالغ 89%، ما يصوغ مشهداً جديداً للإطار التعليمي وفق رؤية 2030.

تحسن رضا المعلمين السعوديين وتقدير المجتمع لمهنتهم: تحول نوعي يعكس نضج منظومة التعليم

تجسد نتائج تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD تحولاً نوعياً في نظرة المعلمين السعوديين لمهنتهم، حيث ارتفعت نسبة من يرون أن مزايا التدريس تفوق عيوبه بأكثر من 19 نقطة مئوية منذ 2018، واحدة من أعلى معدلات التحسن على مستوى الدول المشمولة. هذا التحسن يعكس نجاح الاستثمارات الحكومية المكثفة التي شملت تطوير بيئة العمل التعليمية، تحسين ظروف المعلمين المهنية والاجتماعية، ورفع كفاءة المدارس والمؤسسات التعليمية على مستوى المملكة، خصوصاً في ظل البرامج الوطنية الداعمة للمعلم ودوره المجتمعي.

فعلى الرغم من النجاحات اللافتة، بقيت بعض الجوانب مثل ضعف توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم ونسبة المعلمين الذين انتقلوا من خلفيات مهنية أخرى أقل من المطلوب ملحوظة، ما يوفر فرصاً للاختيار والتنويع وانتقال الخبرات إلى الميدان التعليمي، بما يتجاوب مع مستهدفات رؤية 2030 لبناء منظومة تعليمية متكاملة ومتجددة.

استقطاب الكفاءات وتنويع الكوادر التعليمية الحديثة في التعليم السعودي

في مجال استقطاب الكفاءات التعليمية، بين التقرير أن نسبة المعلمين السعوديين الذين انتقلوا إلى التدريس بعد خبرات مهنية سابقة لا تتجاوز 1%، مقارنة بفئات أعلى في دول مثل آيسلندا 21% وأستراليا 17%. يفتح هذا الواقع الباب نحو تنويع الكوادر التعليمية عبر استقطاب مهنيين من قطاعات متنوعة، خصوصاً في التخصصات العلمية والتقنية التي تشهد نقصًا عالميًا. فهذه الخطوة تعزز من جودة التعليم بتنويع أساليب التعلم وتزويد الطلاب بخبرات عملية ومهارات حياتية، وهو أحد عناصر التميز والتطور المستمر في منظومة التعليم السعودي.

بالإضافة إلى ذلك، يشكل التعليم الهجين تحدياً وفرصة في آن معًا، إذ يعمل 47% من المعلمين في مدارس تقدم التعليم عن بُعد أو النمط الهجين، مقارنة بالمعدل العالمي عند 16% فقط، ويضع المملكة في صفوف الدول الرائدة مثل الإمارات وإسرائيل، نتيجة للبنية التحتية الرقمية المتطورة والتقنيات التعليمية التي ترسخت خلال جائحة كورونا، مما أثبت جدوى التعليم المرن وفاعليته في تحسين التجربة التعليمية وتواكب التحول الرقمي الشامل.

الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات في التعليم السعودي: بين التحديات والفرص المستقبلية

رغم الريادة التقنية للمملكة، يظل استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية عند 20% فقط بين المعلمين، متأخراً مقارنة بـ75% في الإمارات وسنغافورة، ويرجع التقرير هذا التحدي ليس لضعف توفر التقنية، بل لقلة تأهيل المعلمين على توظيفها بكفاءة؛ حيث وافق 75% من المعلمين حول العالم على نقص المهارات اللازمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي داخل الفصول، مما يبرز الحاجة إلى استثمارات مكثفة في التدريب الرقمي لتحسين التنافسية التعليمية.

على صعيد إدارة تنوع الفصول، ترجمت المملكة نجاحها في خفض نسبة المدارس التي تضم طلاباً لاجئين من 30% عام 2018 إلى 11% عام 2024، بينما زادت النسب عالمياً؛ مؤشراً فعالية السياسات التعليمية في دعم الاستقرار النفسي للمعلمين وإدارة التنوع الاجتماعي والاقتصادي بين الطلاب بكفاءة. ويظهر توازن صحي في مستويات الضغط الوظيفي بين الجنسين والفئات العمرية، نتيجة برامج الدعم النفسي والاجتماعي، وتوزيع المهام بشكل متوازن، وأنظمة عمل مرنة تحفز بيئة العمل الاستقرار والتطور.

يركز أكثر من 80% من المعلمين السعوديين ضمن منهجياتهم اليومية على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للطلاب، متجاوزين المتوسط العالمي، ما يعكس رؤية تعليمية متطورة تهدف إلى إعداد جيل متوازن يمتلك مهارات التواصل، التعاطف والعمل الجماعي؛ انسجامًا مع أهداف رؤية 2030 في بناء مواطن فاعل، منتج معرفياً ومجتمعياً.

المؤشر النسبة
زيادة تقدير المجتمع لمهنة التعليم منذ 2018 19%
رضا المعلمين السعوديين عن وظائفهم 90%
المعلمين في مدارس التعليم الهجين 47%
استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم 20%
المعلمين من خلفيات مهنية سابقة 1%
تركيز المعلمين على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية 80%
  • تحسن ملموس في رضا المعلمين وتقدير المجتمع للمهنة
  • فرصة لاستقطاب خبرات مهنية متنوعة لتعزيز جودة التعليم
  • نجاح التعليم الهجين والبنية التحتية الرقمية
  • تحديات في الاستخدام الفعال للذكاء الاصطناعي داخل الفصول
  • إدارة ناجحة لتنوع الفصول وتحقيق توازن صحي بالضغط الوظيفي
  • تركيز واضح على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للطلاب