أسعار الذهب تتراجع بنسبة 2% مع عدول ترامب عن إقالة رئيس الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب تراجعاً كبيراً اليوم الأربعاء، حيث انخفض المعدن الأصفر بأكثر من 2% نتيجة لتفاؤل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، وتصريحاته الإيجابية تجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، كما تراجعت المعاملات الفورية والعقود الآجلة للذهب، مما أثر على أسواق المعادن المختلفة وتوجهات المستثمرين.

تراجع أسعار الذهب وتأثيرات التصريحات الاقتصادية

انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.2% لتصل إلى 3305.99 دولاراً للأونصة، في حين سجلت العقود الآجلة الأمريكية انخفاضاً بنسبة 2.5% لتصل إلى 3331.10 دولاراً، ويرجع السبب في هذا التراجع إلى تصريحات ترامب التي أثّرت بشكل مباشر على معنويات الأسواق، حيث أكد تفاؤله بشأن خفض الرسوم الجمركية بعد الوصول إلى اتفاق مع الصين، لكنه أشار إلى أن الاتفاق التجاري لن يؤدي إلى تقليل الرسوم الجمركية بشكل كامل. كما ساعد ذلك في تعزيز قوة الدولار وارتفاع سوق الأسهم مما جعل الذهب أقل جاذبية.

تهديدات ترامب وتطورات المفاوضات مع الصين

قبل تصريحات ترامب، كانت الأسواق متوترة للغاية بسبب تهديداته المستمرة نحو الفيدرالي الأمريكي وقرارات الفائدة، حيث يعد خفض معدلات الفائدة من العوامل المؤثرة التي تدعم الطلب على الذهب. ولكن مع تصريحات الرئيس الأخيرة، التي هدأت من حدة المخاوف وزادت من احتمالات التقدم في المفاوضات مع الجانب الصيني، انعكست الأوضاع سريعاً على معدلات الطلب على الذهب. من جانبه، أوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن التوتر التجاري بين واشنطن وبكين قد ينخفض، إلا أن المفاوضات الفعلية لم تبدأ بعد، مما يضع السوق في حالة من الترقب الحذر.

تحركات المعادن النفيسة واستجابة الأسواق

شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة بالتزامن مع تراجع أسعار الذهب، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 32.67 دولاراً للأونصة، فيما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 956.53 دولاراً، كما انخفض البلاديوم بنفس النسبة إلى 933.72 دولاراً. وعلى الرغم من تسجيل الذهب قمة تاريخية جديدة يوم الثلاثاء عند 3500 دولاراً للأونصة لأول مرة في تاريخه، إلا أن التأثير المباشر للعوامل الاقتصادية العالمية أدى إلى تراجعه بسرعة خلال الساعات الماضية.

في ختام حديثنا، تظهر أسواق الذهب والمعادن النفيسة تأثراً كبيراً بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية، حيث تعد هذه المعادن مؤشراً هاماً لحالة الاستقرار العالمي، ويجب على المستثمرين متابعة التطورات القادمة عن كثب لاتخاذ القرارات الصائبة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة.