هبوط الذهب بشكل مفاجئ بعد تسجيله مستويات قياسية.. تعرف على الأسباب

شهدت أسعار الذهب تراجعًا كبيرًا على المستوى العالمي، حيث انخفض سعر الأوقية من 3500 دولار إلى 3296 دولار بعد تسجيل مستويات قياسية، ما انعكس على السوق المحلي في مصر بشكل مباشر إذ تراجعت أسعار الذهب من حوالي 4960 جنيهًا للجرام إلى 4800 جنيهًا للجرام خلال يومين فقط، نتيجة للتذبذب الملحوظ الذي يسيطر على الأسواق بسبب العوامل السياسية والاقتصادية العالمية.

أسباب تذبذب أسعار الذهب عالميًا

تمر أسعار الذهب بحالة من التذبذب نتيجة مجموعة من العوامل المحورية، أبرزها التوترات السياسية العالمية مثل تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعزل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، إذ ساهمت مثل هذه التصريحات في خلق حالة من القلق وعدم الاستقرار في الأسواق، حيث أسفر ذلك عن ارتفاع أسعار الذهب نتيجة تراجع قيمة الدولار الأمريكي كعملة رئيسية عالمية، وضغط السوق نحو اتخاذ الذهب كملاذ آمن للتحوط في مواجهة تذبذب العملات.

من جانب آخر، تتأثر الأسعار أيضًا بعوامل اقتصادية، مثل أي احتمالات تتعلق بتوصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري، حيث أن تحقيق ولو اتفاق جزئي بين الطرفين قد يساهم في تهدئة الأسواق، مما يعيد الذهب إلى مستويات سعرية مقبولة أو حتى إلى نقطة بدايته السابقة عند مستوى 2625 دولارًا للأوقية.

الذهب كأداة استثمارية وتأثير الدولار

يُعتبر الذهب الملاذ الآمن الأول عالميًا للاستثمار، في حين يؤدي ضعف قيمة الدولار إلى زيادة الإقبال على شراء الذهب، إذ يعتبر الأداة الاستثمارية الأكثر طلبًا نظرًا لارتباطه المباشر بالاقتصاد العالمي ككل، وعادة ما يقفز الذهب إلى أسعار قياسية في حالة الأزمات الاقتصادية أو السياسية، مما يجعله خيارًا أمثل للتحوط ضد التحديات العالمية.

ويتأثر السوق العالمي للذهب أيضًا بأداء الدولار كعملة احتياطية عالمية، بحيث يتسبب أي خلل في قيمته في هروب المستثمرين إلى الذهب كبديل آمن، مما يدفع الأسعار للارتفاع بشكل كبير. كما أن الذهب يستخدم كوسيلة لحماية الثروة ضد تضخم العملات وانخفاض قوتها الشرائية، الأمر الذي يعزز من أهمية دوره في عالم الاقتصاد.

هل الوقت مناسب لشراء الذهب حاليًا؟

ينصح الخبراء بالحذر الشديد في التعامل مع الذهب خلال الفترات التي تسودها التقلبات السعرية، ويُنصح بعدم اتخاذ قرارات مستعجلة سواء ببيع أو شراء الذهب في ظل التذبذب المستمر في الأسعار. فإذا كنت تملك مدخرات ذهبية، فمن الأفضل الاحتفاظ بها حاليًا على اعتقاد بأن الأسعار سترتفع مجددًا، أما إذا كنت ترغب في الشراء فمن الأفضل التأني وانتظار استقرار الأسواق.

إلى حين عودة الاستقرار، من المهم متابعة الأحداث السياسية والاقتصادية التي تؤثر بشكل رئيسي على السوق العالمي للذهب، حيث أن حدوث أي تقدم في الاتفاقيات التجارية أو تصريحات مؤثرة يمكن أن تعيد أسعار الذهب إلى مستوياتها الطبيعية أو تدفعها للارتفاع مرة أخرى.