منع مشجعي كرة القدم الإسرائيليين من حضور مباراة برمنغهام أثار جدلًا واسعًا على الصعيد الدولي، بعدما قررت الشرطة البريطانية إبلاغ نادي أستون فيلا بذلك لأسباب أمنية، ما أدى إلى حالة استبعاد وصفها الكثيرون بأنها غير مسبوقة في تاريخ مباريات كرة القدم هناك، خاصةً مع تصاعد الانتقادات من أوسع نطاق سياسي وشعبي.
التداعيات الأمنية تلقي بظلالها على منع مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في برمنغهام
قرار منع مشجعي كرة القدم الإسرائيليين من حضور مباراة برمنغهام جاء بناءً على تحذيرات أمنية مشددة، حيث أبلغت شرطة برمنغهام فريق أستون فيلا بضرورة عدم السماح لجماهير الفريق الضيف بالدخول إلى الملعب، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات الدولية، إذ اعتبر كثيرون أن هذا القرار يمثل حالة استبعاد غير معهودة في عالم كرة القدم. في هذا الصدد، أكدت المصادر أن أحداث مرتفعة العنف شهدتها مباراة سابقة في أمستردام بين مكابي وأياكس، والتي شهدت اعتقالات تجاوزت 150 شخصًا، كان لها الأثر الأكبر في اتخاذ هذا القرار، خاصةً بعد التحقيقات التي كشفت بأن العديد من أعمال العنف دبرتها مجموعات شبابية من خلفيات عربية، بالتزامن مع تدخل سائقي سيارات أجرة من نفس الخلفيات العرقية والدينية الذين تحدثوا عن حملة مطاردة استهدفت الجماهير اليهودية.
الانتقادات السياسية حول منع مشجعي كرة القدم الإسرائيليين تقسم الرأي العام البريطاني
القرار أثار ردود فعل متباينة داخل الساحة السياسية البريطانية، حيث اتسمت تصريحات كبار المسؤولين بالجدل وأخذ المواقف المتعارضة، فقد وصفت كيمي بادينوخ، زعيمة حزب المحافظين المعارض، منع مشجعي مكابي تل أبيب من حضور المباراة بأنه “عار وطني”، معتبرة أن الحظر يمثل خطوة متراجعة عن قيم التسامح. وعلى الجانب الآخر، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن معارضته لهذا الحظر، واصفًا إياه بـ”القرار الخاطئ” الذي ينبغي التراجع عنه سريعًا. في مقابل ذلك، جاء دعم القرار من بعض النواب؛ إذ عبر أيوب خان، عضو البرلمان عن برمنغهام، عن رضاه بالحظر، مشيدًا بالخطوة ومبرزًا جهوده التي بُذلت من خلال إطلاقه لعريضة تهدف إلى منع المشجعين الإسرائيليين من حضور المباراة، في وقت يجمع فيه مع نواب آخرين يُعرفون باسم “مستقلو غزة” على موقف معارض لإسرائيل.
ردود الفعل الإسرائيلية تجاه منع مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في مباراة أستون فيلا
على الجانب الإسرائلي، أبدى المسؤولون استيائهم العميق من قرار منع مشجعي مكابي من حضور مباراة أستون فيلا في المملكة المتحدة، معتبرين أن هذه الخطوة تضع علامة فارقة بالسلب في العلاقة بين الجانبين. وفي تصريح صادم، قالت إميلي داماري، المختطفة المحررة ومشجعة مكابي، إنها “صُدمت بشدة” من قرار المنع الذي طالها وزوجها وأصدقائها، متسائلة عن واقع المملكة المتحدة التي أصبحت فيها “معاداة السامية الصارخة قاعدة مؤلمة”. من جهة أخرى، يمكن تلخيص أسباب القرار ضمن النقاط الآتية:
- المخاوف الأمنية المستندة إلى أحداث العنف السابقة في مباريات مكابي.
- التحذيرات الصادرة عن الشرطة بشأن اختلاط الجماهير وتأثير ذلك على السلامة العامة.
- التوترات السياسية والاجتماعية المتزايدة المتعلقة بوجود مشجعين إسرائيليين في ملاعب المملكة المتحدة.
الحدث | التاريخ |
---|---|
أحداث العنف بمباراة مكابي وأياكس | نوفمبر 2023 |
قرار منع حضور المشجعين الإسرائيليين في برمنغهام | نوفمبر 2024 |
بهذا، يبقى قرار منع مشجعي كرة القدم الإسرائيليين من حضور مباراة برمنغهام ملفًا حساسًا يعكس تداخل الأبعاد الأمنية والسياسية والاجتماعية، ويتواصل الجدل بشأن تداعياته وتأثيره على مبادئ الرياضة وأهداف التعايش في المجتمعات المتنوعة.