انخفاض مؤشرات DE40 بفعل مخاوف القطاع المصرفي الأمريكي

اليورو والدولار الأمريكي: تأثير المخاطر المصرفية والسياسية على تقلبات السوق والأسهم الأوروبية

شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية يوم الجمعة انخفاضات حادة تراوحت بين 1% و2%، وذلك بسبب تزايد المخاوف المتعلقة بالقطاع المصرفي الأمريكي وتحديدا جودة محافظ القروض في بنوك إقليمية مثل زيونز وجيفريز وويسترن ألاينس، ما دفع المستثمرين إلى تقليل شهيتهم للمخاطرة واللجوء إلى أصول الملاذ الآمن. في الوقت ذاته، لم تنعكس بيانات التضخم النهائية لمنطقة اليورو على سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي، مما يشير إلى أن المستثمرين يتجاهلون التضخم حاليا كعامل محرك ويتجهون أكثر نحو تقييم المخاطر المتعلقة بالمصارف والسياسة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا.

تحليل تقلبات سعر اليورو والدولار الأمريكي في ظل الأوضاع المصرفية والسياسية

يُظهر سوق العملات تقلبات محدودة في سعر صرف اليورو/الدولار الأمريكي بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو التي سجلت ارتفاعًا إلى 2.2% على أساس سنوي، مع ثبات التضخم الأساسي عند 2.3%. إلا أن هذه الأرقام المتوقعة لم تؤدِ إلى تحركات ملحوظة في السوق، بسبب هيمنة مخاوف القطاع المصرفي. وأدى انعدام استقرار الثقة المالية بسبب قضايا جودة الائتمان في البنوك الإقليمية بالولايات المتحدة، إلى تصاعد عزوف المستثمرين، مما جعل الدولار يتمتع بجاذبية كملاذ آمن، على عكس اليورو الذي سجل انخفاضًا. علاوة على ذلك، يُفرض حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا ضغوطًا إضافية على معنويات المستثمرين الأوروبيين، رغم نجاة رئيس الوزراء من تصويت بحجب الثقة، وهو ما يضع سعر الصرف أمام نطاق تقلب محدود يغلب عليه الحذر والترقب.

مؤشر داكس: انعكاسات المخاوف المصرفية الأمريكية على سوق الأسهم الأوروبية

تعكس العقود الآجلة لمؤشر داكس تراجعًا ملحوظًا اليوم، مع فقدان واضح في القيمة بسبب تأثير الشكوك المستمرة حول البنوك الإقليمية الأمريكية. بعد فترة من المكاسب الملحوظة، شهد مؤشر داكس اختراقًا لمستوى المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا، واختبارًا للمتوسط المتحرك الأسي لـ 100 يوم، حيث توشك مستويات الدعم هذه على التعرض لضغوط قد تؤدي إلى مزيد من التراجعات. يبقى الحفاظ على هذه المستويات أمرًا حاسمًا لتهدئة التقلبات وتحقيق استقرار في السوق، وإلا فإن فشل المؤشر في الصمود قد يعني استمرار الاتجاه الهبوطي في المدى القريب.

أخبار الشركات الأوروبية وتأثيرها ضمن بيئة المخاطر المالية والسياسية

  • شهدت أسهم شركة كونتيننتال (CON.DE) ارتفاعًا بنسبة 8% بعد أن رفع دويتشه بنك توصيته، مستندًا إلى نتائج الربع الثالث التي فاقت التوقعات، خصوصًا في قطاع الإطارات. كما تم رفع السعر المستهدف للسهم من 63 إلى 65 يورو، مدعومًا بمرونة هذا القطاع الذي حافظ على استقراره رغم تراجع حجم المبيعات بنسبة 1%، وحقق هامش ربح معدل قبل الفوائد والضرائب بنسبة 14.3%، متجاوزًا التوقعات بـ 10%.
  • من ناحية أخرى، تراجع سهم دويتشه بنك (DBK.DE) بنسبة 5.8%، متأثرًا بموجة بيع بنوك عالمية ناجمة عن المخاوف من تدهور جودة الائتمان في البنوك الإقليمية الأمريكية، إثر إعلان زيونز بانكوربوريشن خسارة 50 مليون دولار على قرضين، ورفع ويسترن ألاينس لدعوى احتيال.
  • كما تأثرت أسهم عمالقة الدفاع الألمانيين راينميتال (RHM.DE) ورينك (R3NK.DE) بانخفاض نتيجة المخاوف من انعكاسات إيجابية محتملة لاجتماع بين الرئيسين ترامب وبوتين، والتي قد تؤدي إلى تهدئة الصراع في أوكرانيا، ما يقلل الطلب على المعدات العسكرية ويحد من إيرادات شركات الدفاع.
الشركة التغير في السهم الأسباب
كونتيننتال (CON.DE) +8% نتائج الربع الثالث المتفوقة ورفع التوصية
دويتشه بنك (DBK.DE) -5.8% مخاوف جودة الائتمان في البنوك الإقليمية الأمريكية
راينميتال (RHM.DE) ورينك (R3NK.DE) انخفاض مخاوف من تهدئة الصراع في أوكرانيا وتأثيره على الطلب

تشير هذه التطورات إلى أن المخاطر المصرفية في الولايات المتحدة وكذلك الأوضاع السياسية في أوروبا تمثل عوامل مركزية في تشكّل توجهات الأسواق وأسعار الصرف، حيث يراجع المستثمرون مواقفهم ويعيدون تقييم استراتيجياتهم وسط تقلبات متصلة بتلك العوامل الخارجية، مما يُفسّر حالة التذبذب في اليورو مقابل الدولار وتراجع الأسهم المصرفية الأوروبية.