ارتفاع أسعار الذهب عالمياً في 2025 أصبح الموضوع الأبرز في الأسواق المالية، حيث يعكس توجهاً واضحاً من المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن، مسجلاً أداءً متميزاً بين الأصول الآمنة بنسبة زيادة بلغت 60%، مع وصول سعر الأوقية يوم الخميس 16-10-2025 إلى 4248 دولاراً.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم الخميس 16-10-2025
شهد الأسبوع الحالي مجموعة من التصريحات والقرارات المهمة في الساحتين السياسية والمالية الأميركية، والتي أسهمت في دفع سعر الذهب العالمي ليتجاوز 4200 دولار للأوقية بشكل ملحوظ، حيث أشار رئيس الفيدرالي الأمريكي إلى ضرورة استخدام سياسات مالية مرنة للتعامل مع مشكلات ضعف التوظيف، ما فتح المجال لتوقعات خفض الفائدة، وهو عامل رئيسي في تعزيز سعر الذهب عالمياً.
إضافة إلى ذلك، جاء تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الأربعاء، الذي وصف الوضع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بأنه حرب تجارية؛ الأمر الذي زاد من المخاوف المتعلقة بتبعات هذه الحرب على الأسواق العالمية، وبالتالي ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة إلى 4232 دولاراً للأوقية، تأثراً بتلك التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
العوامل الداعمة لصعود أسعار الذهب إلى مستويات قياسية
- فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، مما دفع البنوك المركزية العالمية لزيادة شراء الذهب كتحوط ضد تقلبات أسعار الدولار.
- التوقعات المستمرة لخفض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي لمواجهة مخاطر ضعف سوق العمل.
- تزايد التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار في الذهب سواء من المؤسسات الكبيرة أو الأفراد، مدفوعة بارتفاع معدلات التضخم.
- انخفاض عوائد السندات الحكومية الأمريكية، مما جعل الذهب أكثر جاذبية كأصل دون عوائد ثابتة.
- توقف بعض أنشطة الحكومة الأمريكية، الأمر الذي أثر سلباً على الثقة في الأسواق المالية.
- التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، وزيادة حالة عدم وضوح السياسات المالية المستقبلية.
مستقبل أسعار الذهب: هل استمر الصعود أم قرب التراجع؟
على الرغم من المخاوف من حدوث تراجع في سعر الذهب، فإن التراجع الفعلي غير متوقع في الأفق القريب، إذ يُرى أنه سيكون مجرد تصحيح مؤقت لجني الأرباح من قبل المستثمرين، وهذا ما دفع بنك ANZ لتوقع وصول سعر الذهب إلى 4400 دولار للأوقية بنهاية 2025، وبنك جولدمان ساكس أيضاً قام برفع توقعاته لعام 2026 من 4300 إلى 4900 دولار.
الآفاق الإيجابية لسعر الذهب تعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل رئيسة، أبرزها غياب دلائل حقيقية على رفع الفائدة الأمريكية، استمرار الرسوم والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بدون حلول قريبة، واستمرار غموض السياسات المالية العالمية، مع اشتداد الاحتقان السياسي الدولي؛ مما يجعل أي هبوط كبير غير وارد إلا مع وجود تطورات إيجابية تغير من توجهات المستثمرين نحو بدائل أكثر أماناً وربحاً من الذهب.