ارتفاع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار قبل نهاية الأسبوع

الدينار العراقي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار مع اقتراب نهاية الأسبوع، حيث سجلت السوق الموازية تحركات إيجابية بينما استقر السعر الرسمي ضمن حدود الثبات في مختلف محافظات العراق، مما يعكس تغيرات مهمة في المشهد النقدي والاقتصادي خلال الأيام الأخيرة مع تأثره بعدة عوامل داخلية وخارجية.

تفاصيل حركة سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في السوق الموازية

شهد السوق الموازية للدينار العراقي نشاطًا ملحوظًا مع ارتفاع ملحوظ في سعر صرف الدينار أمام الدولار؛ حيث اختلفت الأسعار بين المدن الرئيسية في العراق، وأظهرت بيانات السوق أسعار البيع والشراء كالتالي:

المدينة سعر البيع (دينار) سعر الشراء (دينار)
بغداد 1417 1413.5
أربيل 1416.5 1411.5
البصرة 1415 1410.5

وفي المقابل، استقر سعر صرف الدينار في السوق الرسمية عند مستويات ثابتة، حيث سجل سعر البيع للحوالات والاعتمادات المستندية والتسويات الدولية للبطاقات الإلكترونية حوالي 1310 دينارات للدولار، فيما تراوح سعر البيع الرسمي عند 1305 دينارات، مع إبقاء معاملات البنك المركزي مقتصرة على بيع الدولار فقط للمسافرين خارج العراق، وفقًا للقرارات الملزمة للبنوك.

تأثير حظر استيراد الدواجن على تحركات سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار

أوضح الخبير الاقتصادي ياسر عيدان أن الانخفاض الملحوظ في سعر صرف الدولار مقابل الدينار في السوق الموازية جاء نتيجة تضافر عدة عوامل، أبرزها الإجراءات الحكومية المتشددة التي تضمنت رقابة صارمة على نافذة بيع العملة الرسمية، إلى جانب الدعم المتزايد للمنتجات المحلية، وهو ما خفف من ضغوط الطلب على الدولار.

وأضاف عيدان أن قرار حظر استيراد الدواجن واللحوم البيضاء ساهم بشكل مباشر في تقليل الطلب على الدولار اللازم لتمويل تلك الواردات، مما ساعد في تقليل الضغط على العملة الصعبة داخل الأسواق، خاصة مع ركود نسبي في حركة التجارة، مما منح الدينار فرصة لتعزيز قيمته؛ لكنه استدرك أن هذا التحسن ليس ثابتًا بل يتأثر بالعوامل اللحظية والتطورات المصرفية الدولية، متوقعًا حدوث تقلبات طفيفة خلال الأيام القادمة لكن مع تحجيم التقلبات الكبيرة التي شهدتها الأسواق سابقًا.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار ومحددات استقراره

يتأثر سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار بعدة عوامل متنوعة ومترابطة، يمكن توضيح أبرزها فيما يلي:

  • حجم مبيعات العملة في المزاد اليومي للدولار، الذي يؤثر بشكل رئيسي على تحديد السعر
  • إجراءات البنك المركزي ودوره الفعّال في استقرار الأسواق من خلال الرقابة والتحكم في التدفقات النقدية
  • الحاجة المستمرة للدولار من قبل التجار لاستيراد البضائع من دول تخضع لعقوبات اقتصادية، مما يرفع الطلب
  • عمليات تهريب الدينار التي ينفذها بعض التجار لتحقيق أرباح من الفرق في سعر الصرف بين السوقين
  • مضاربات السوق الناتجة عن التسريبات والمعلومات حول احتمالات تغييرات نظام تداول الدولار في العراق

تجدر الإشارة إلى أن هذه العوامل المتداخلة تؤدي إلى تقلبات متكررة في سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، وعليه يبقى مراقبة المعطيات الاقتصادية والقرارات التنظيمية أمرًا حيويًا لفهم اتجاهات السوق.

يتجه سعر صرف الدينار العراقي حالياً نحو مزيد من الارتفاع في السوق الموازية مع نهاية الأسبوع، وسط ثبات وتأثير محدود في السوق الرسمية، مما يعكس توازنًا هشًا بين متطلبات السوق والقرارات الحكومية، ويُشكل مؤشرًا هامًا لتطورات الاقتصاد العراقي ومقدار تأثير السياسات النقدية في المرحلة المقبلة.