أسعار الذهب تقفز في 2025 بأسرع وتيرة منذ 46 عامًا

ارتفعت أسعار الذهب سجلت مستوى قياسياً جديداً عند 4256 دولاراً للأونصة، مسجلة زيادة تفوق 60% منذ بداية العام الجاري، لتكون أسرع وتيرة صعود سنوية خلال 46 عاماً، وهي الأكبر منذ عام 1979 عندما حقق المعدن الأصفر قفزة بنسبة 127%، ما يؤكد اهتمام المستثمرين بهذا المعدن كخيار آمن ومربح في ظل ظروف الاقتصاد العالمي المتقلبة.

العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الذهب في 2025

يواصل الذهب ارتفاعه المدعوم بملامح اقتصادية وسياسية متشابكة، أبرزها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي أثرت على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب فرض رسوم جمركية متزايدة على السلع المستوردة من الصين، والإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي، والتوقعات المتزايدة لتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة. كما ساهمت المستويات القياسية التي وصلت إليها الأسهم في تعزيز المخاوف من تراجع سوق الأسهم مستقبلاً، ما دفع البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب إلى شراء كميات قياسية من المعدن الأصفر، مدفوعة أيضاً بزيادة توقعات البنوك الاستثمارية لأسعار الذهب. تأتي هذه الارتفاعات تعزيزاً لاتجاه الذهب الصاعد الممتد منذ نهاية 2022، إذ قفز سعر الأونصة بنسبة 133% مضاعفاً قيمتها ثلاث مرات في العقد الماضي.

دور سياسات ترمب واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي في تحريك أسعار الذهب

أثرت سياسات الرئيس ترمب بشكل كبير في سوق الذهب، حيث أدت إلى حالة من عدم اليقين العالمي، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. تمثلت هذه السياسات في تصعيد الحرب التجارية مع الصين، مع فرض رسوم جمركية عالية وصلت مؤخراً إلى 100% على واردات الصين بداية من نوفمبر المقبل، ردًّا على قيود الصين على صادرات المعادن النادرة وفرض رسوم موانئ على السفن الأمريكية، مما أضاف مزيداً من التعقيدات الاقتصادية. كما كان لترمب تأثير قوي على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي من خلال مطالبه المتكررة بخفض أسعار الفائدة، وإقالته لأحد أعضاء البنك المركزي وتعيين آخر ساهم في اتخاذ قرار خفض الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع حديث؛ ما عزز دور الذهب في مواجهة تقلبات السوق. تزامن ذلك مع تراجع الدولار الأمريكي بأكثر من 10%، وهو عامل رئيس في دعم ارتفاع أسعار الذهب نظراً للعلاقة العكسية بينهما، كما ساعد خفض الفائدة بدوره في تحفيز الطلب على المعدن الثمين.

صناديق الذهب وتوقعات الأسعار المستقبلية للذهب

حققت صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) أكبر تدفقات مالية شهرية وفصلية في تاريخها، حيث ارتفعت التدفقات لتصل إلى 26 مليار دولار في الربع الثالث من العام، و64 مليار دولار منذ مطلع العام الجاري، ما رفع قيمة الأصول المدارة إلى 472 مليار دولار بنهاية الربع الثالث، بزيادة ربع سنوية بنسبة 23%، مسجلةً مستوى قياسياً جديداً على الإطلاق. وارتفعت حيازات الذهب في هذه الصناديق بنسبة 6% لتبلغ 3838 طناً، وهو مستوى قريب جداً من ذروته في نوفمبر 2020 البالغة 3929 طناً، خلال موجة شراء كثيفة وقت جائحة كورونا. على الصعيد الفصلي، استمرت الصناديق في زيادة مقتنياتها بأكثر من 170 طناً خلال الربع الثاني.

  • تتضمن التوقعات المالية ارتفاعات متتالية لأسعار الذهب في السنوات القادمة.
  • بنك “جولدمان ساكس” رفع توقع سعر الذهب لعام 2026 إلى 4900 دولار للأونصة
  • بنك أوف أمريكا توقع أن يصل السعر إلى 5000 دولار للأونصة

يعكس هذا التفاؤل المتزايد ثقة المؤسسات الاستثمارية في استمرار الزخم الصعودي للذهب في ظل بيئة مالية غير مستقرة.

المؤسسة المالية توقع سعر الذهب لعام 2026 (دولار للأونصة)
جولدمان ساكس 4900
بنك أوف أمريكا 5000