الذهب يتخطى أعلى مستوى تاريخي مدفوعاً بطلب قوي

الذهب يتداول فوق 4,300 دولار لأول مرة في التاريخ وسط هبوط الدولار الأمريكي وارتفاع الطلب على المعدن كملاذ آمن، مسجلاً أرقامًا قياسية جديدة في السوق الأوروبية، وذلك بدعم توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماعات أكتوبر وديسمبر القادمة، مما يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين الباحثين عن الأمان وسط تقلبات الأسواق العالمية.

ارتفاع الذهب وتداوله فوق 4,300 دولار لأول مرة في التاريخ

شهدت أسعار الذهب في الأسواق الأوروبية ارتفاعًا متواصلًا لليوم الخامس على التوالي حيث وصل المعدن الثمين لأعلى مستوى تاريخي، مقتربًا من تجاوز سعر 4,300 دولار للأونصة لأول مرة على الإطلاق، ما يمثل رقمًا قياسيًا جديدًا يعكس توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي. جاء هذا الصعود مدعومًا من الطلب القوي على الذهب كملاذ استراتيجي، بالإضافة إلى هبوط مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات العالمية، في ظل التوقعات المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة في اجتماعات أكتوبر وديسمبر. سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.8% لتصل إلى 4,242.13 دولارًا للأونصة، بعدما افتتحت الجلسة عند 4,207.63 دولارًا وسجلت أدنى مستوى عند 4,199.67 دولارًا، فيما كان ارتفاع يوم الأربعاء هو الأعلى بنسبة 1.6%، ليكون رابع مكسب يومي متتالي، وسط استمرار عمليات الشراء المرتبطة بالتحوط ضد المخاطر.

هبوط الدولار الأمريكي وتأثيره على الذهب وتداوله فوق 4,300 دولار

تزامن ارتفاع الذهب مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي يوم الخميس بنسبة 0.25%، مكرراً انخفاضه للجلسة الثالثة على التوالي، ومسجلاً أدنى مستوى له خلال أسبوعين عند 98.42 نقطة، ما يعكس خسائر العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية والثانوية؛ الأمر الذي جعل السبائك الذهبية المسعرة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين في العملات الأخرى. يترافق هذا التراجع مع تأثر الدولار بالتعليقات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالإضافة إلى تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انتقدت واشنطن التشديد الصيني على صادرات المعادن النادرة، معتبراً ذلك تهديدًا لسلاسل التوريد العالمية. وأكد مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية أن إغلاق الحكومة الفيدرالية المستمر لأكثر من أسبوعين قد يكلف الاقتصاد الأمريكي خسائر إنتاج تصل إلى 15 مليار دولار أسبوعيًا. هذه العوامل مجتمعة خلقت بيئة محفزة لصعود الذهب وتداوله فوق 4,300 دولار لأول مرة عبر التاريخ.

توقعات أداء الذهب مع استمرار تداوله فوق 4,300 دولار والعوامل المؤثرة

يرتبط اتجاه الذهب فوق 4,300 دولار لأول مرة في التاريخ بحالة عدم اليقين الاقتصادي والتجاري الراهنة، حيث صرح جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بأن سوق العمل يظهر علامات ركود واضحة مع تراجع التوظيف وعمليات الفصل، وأن غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي لم يمنع تقييم الأوضاع الحالية. من جانبه، أكدت آنا بولسون، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، أن تصاعد مخاطر سوق العمل يدعم الحاجة إلى المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. تعكس أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME احتمالية بنسبة 96% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر، مقابل 4% فقط لاحتمال تثبيت الأسعار، في ظل تركيز المستثمرين على تعليقات مسؤولي الفيدرالي لمتابعة التطورات.
قال نيتيش شاه، استراتيجي السلع في وذدم تري للاستثمار، إن تجدد الصدامات التجارية يزيد من حالة عدم اليقين في سلاسل التوريد العالمية، مما يدفع مزيدًا من المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن. وأشار إلى أن ارتفاع الذهب يعبر أيضًا عن قلق من مصداقية السياسة الأمريكية، متوقعًا بقاء المعدن فوق مستوى 4,200 دولار.

المؤشر / العنصر التفاصيل
سعر الذهب الحالي 4,242.13 دولار للأونصة
أدنى سعر للجلسة 4,199.67 دولار
ارتفاع يوم الأربعاء 1.6%
مؤشر الدولار الأمريكي 98.42 نقطة، انخفاض 0.25%
حيازات صندوق SPDR Gold Trust 1,022.60 طن متري (زيادة 1.15 طن متري)
  • الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن
  • هبوط مؤشر الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية
  • احتمالات كبيرة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية في الاجتماعات المقبلة
  • تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على سلاسل التوريد
  • زيادة حيازات صناديق المؤشرات الكبرى مثل SPDR Gold Trust

شهد صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب عالميًا، زيادة متواصلة في حيازاته، حيث أضاف 1.15 طن متري لأصوله خلال يوم الأربعاء، مسجلاً رابع زيادة يومية على التوالي، ليصل إجمالي الحيازات إلى 1,022.60 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ 8 يوليو 2022. من الناحية الفنية، تجاوز سعر الذهب المقاومة عند 4,200 دولار للمرة الأولى في تاريخه، مما يعزز النظرة الإيجابية لأداء المعدن النفيس في الفترات القادمة، خاصة مع استمرار تدفق المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط التقلبات الاقتصادية العالمية.