تجاوزت أسعار الذهب عتبة 4200 دولار للأوقية لأول مرة وسط توقعات قوية بخفض سعر الفائدة الأميركية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن الذهب كملاذ آمن يعزز من تنويع محافظهم الاستثمارية ويحد من المخاطر المحتملة.
تطورات أسعار الذهب وتوقعات خفض الفائدة الأميركية وتأثيرها على السوق
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً غير مسبوق يوم الأربعاء، حيث تجاوز سعر الأونصة الـ4200 دولار، مدعوماً بتزايد التوقعات حول خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين القوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة والصين. في الأسواق الفورية، سجل الذهب ارتفاعاً بنسبة 1.2% ليصل إلى 4188.95 دولار للأوقية، بعد أن بلغ أعلى مستوى له عند 4217.95 دولار. وفي الوقت نفسه، صعدت العقود الأميركية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 1% إلى 4205.20 دولار، ما يعكس حالة التفاؤل والتوتر في آن واحد بين المستثمرين.
التوترات الجيوسياسية وأثرها على ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن
بحسب محلل السوق فؤاد رزاق زاده لدى «فوركس دوت كوم»، أدى تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الأيام الأخيرة إلى زيادة الحذر لدى المستثمرين، مما دفعهم إلى توجيه استثماراتهم نحو الذهب كأداة تحوط طويلة الأجل ضد تقلبات سوق الأسهم والأزمات الاقتصادية المحتملة، حيث يُعتبر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين. ويرجع النمو الحالي في سعر الذهب إلى عدة عوامل أساسية منها عمليات شراء ضخمة من البنوك المركزية، تقليل الاعتماد على الدولار، وتدفقات الاستثمار القوية عبر صناديق الاستثمار المتداولة، ما ساهم في ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بنحو 58% منذ بداية العام.
عوامل أخرى تزيد من جاذبية الذهب وسط تغيرات السوق العالمية
ترافق ارتفاع أسعار الذهب مع انخفاض قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية، بحسب تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، الذي تبنى نبرة تميل نحو التيسير النقدي وأشار إلى وجود ركود في سوق العمل الأميركي يتمثل بانخفاض معدلات التوظيف وزيادة التسريح. ويعد الذهب من الأصول التي تزدهر في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة نظراً لأنه لا يولد عائداً، ويُتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر مع احتمال تكرار هذا الخفض في ديسمبر، حسب أداة فيد ووتش التابعة لـ«سي إم إي». بالإضافة إلى هذا المناخ، فقد أثر تصعيد العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، وتصريحات الرئيس الأميركي بشأن إمكانية قطع بعض العلاقات التجارية مع الصين، على زيادة توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة بشكل عام.
المعدن | نسبة الارتفاع الأخيرة | السعر الحالي (دولار للأوقية) |
---|---|---|
الذهب | 1.2% | 4188.95 |
العقود الآجلة للذهب (ديسمبر) | 1% | 4205.20 |
الفضة | 2.5% | 52.75 |
البلاتين | 0.9% | 1651.85 |
البلاديوم | 1.8% | 1553.43 |
- ارتفاع أسعار الذهب يعود لتوقعات خفض الفائدة الأميركية
- التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن
- انخفاض الدولار يدعم المستثمرين للابتعاد عن الأصول ذات العائد المنخفض
- زيادة شراء البنوك المركزية وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة تحفز الأسعار
- نقص المعروض يؤثر على ارتفاع أسعار الفضة والمعادن النفيسة الأخرى
أما معدلات ارتفاع الفضة فبلغت 2.5% لتصل إلى 52.75 دولار للأوقية، بعدما سجلت رقماً قياسياً عند 53.6 دولار أمس، ويأتي ارتفاعها نتيجة نقص حاد في المعروض في سوق لندن وارتفاع أسعار الإيجارات، بحسب مايكل براون كبير خبراء الأبحاث في بيبرستون، مع احتمالية تراجع هذا الارتفاع حال تحسن المعروض. كذلك، ارتفع البلاتين بنسبة 0.9% إلى 1651.85 دولار، والبلاديوم بنسبة 1.8% إلى 1553.43 دولار للأوقية، ليعكس بذلك تحركات متصاعدة في سوق المعادن النفيسة وسط بيئة اقتصادية متقلبة ومستقبل غير واضح بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية الذي أوقف صدور البيانات الرسمية، ما يؤثر على توقعات صانعي السياسات الاقتصادية حول العالم.