أسعار الذهب ترتفع إلى سقف جديد فوق 4200 دولار

أسعار الذهب تصل لمستويات قياسية جديدة متجاوزة 4200 دولار للأونصة، مع استمرار المعدن الأصفر في تحقيق ارتفاعات غير مسبوقة بدعم التوترات الجيوسياسية والرهانات على خفض معدلات الفائدة الأمريكية، مما يعزز الإقبال على الذهب كملاذٍ آمن وسط تقلبات الأسواق العالمية.

تفاصيل ارتفاع أسعار الذهب وتطوراتها الفورية

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.3% لتسجل 4195.35 دولارًا للأونصة في الساعة 1:57 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (17:57 بتوقيت غرينتش)، مع وصولها إلى أعلى مستوى لها خلال التعاملات عند 4217.95 دولارًا، وهو الرقم القياسي الجديد الذي تجاوز فيه الذهب حاجز الـ4200 دولار للمرة الأولى، بالإضافة إلى ارتفاع العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 0.9% إلى 4201.60 دولارًا عند التسوية، مما يُبرز ديناميكية السوق القوية تجاه المعدن النفيس.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب ودعمها في الأسواق العالمية

ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 60% منذ بداية العام الحالي نتيجة عوامل متعددة قادت إلى هذا الأداء القوي، منها التوترات الجيوسياسية المستمرة، التوقعات بخفض معدلات الفائدة الأمريكية، عمليات شراء البنوك المركزية، وتراجع الطلب على الدولار الأمريكي لصالح التنويع في الأصول. وصرح المحلل فؤاد رزاق زادة بأن الذهب يقترب من حاجز 5000 دولار بفارق 800 دولار فقط، مع احتمال حدوث تصحيح قصير الأجل قد يعيد جذب المستثمرين الجدد عند انخفاض الأسعار. تلخص العوامل المؤثرة فيما يلي:

  • التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين
  • رهانات خفض أسعار الفائدة وفقًا لتوقعات الفيدرالي الأمريكي
  • تدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة التي تعزز الطلب على الذهب
  • عمليات التخلص التدريجي من الدولار الأمريكي وتحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة

تأثير الدولار، معدلات الفائدة والتوترات التجارية على أسعار الذهب

تراجع الدولار الأمريكي مقابل مجموعة من العملات الرئيسية بشكل ملحوظ بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي حملت نبرة تيسيرية، إذ أشارت إلى وجود ركود منخفض في سوق العمل الأمريكي والذي بدوره عزز جاذبية الذهب في ظل بيئة معدلات الفائدة المنخفضة وحالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. وتوقع المتداولون احتمالية بنسبة 98% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الفيدرالي القادم، مع توقعات بخفض إضافي نهاية العام. كذلك، دفع التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول إمكانية قطع العلاقات التجارية مع الصين عقب فرض الرسوم المتبادلة، إلى ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن. في جانب آخر، ألقى إغلاق الحكومة الأمريكية وتأثيره على توقف إصدار البيانات الرسمية بظلاله على قرارات السياسة النقدية، مما زاد من حالة الترقب في الأسواق.

المعدن نسبة التغير السعر الحالي (دولار للأونصة)
الذهب +1.3% 4195.35
الفضة +2.3% 52.64
البلاتين +0.6% 1647.55
البلاديوم -0.2% 1523.66

شهدت الفضة زيادة ملحوظة بنسبة 2.3% إلى 52.64 دولارًا بعد تسجيل سعر قياسي مرتفع عند 53.60 دولارًا للأونصة، وأوضح مايكل براون، كبير استراتيجيي شركة “بيبرستون”، أن هذا الارتفاع جاء نتيجة النقص الحاد في المعروض بسوق لندن، لا سيما مع تراجع الأسعار الآجلة مقارنة بالفورية وارتفاع معدلات التأجير بشكل قياسي، محذرًا من إمكانية تراجع الأسعار إذا تم تخفيف النقص، على أن أسعار البلاتين شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.6% إلى 1647.55 دولارًا، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.2% مسجلاً 1523.66 دولارًا.

تشير هذه التغيرات إلى ارتباط وثيق بين تحركات الذهب والمعادن الثمينة الأخرى بالمتغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، مع تمسك المستثمرين بالذهب كأحد الأصول الأكثر أمانًا وسط الأجواء الاقتصادية المتقلبة، وبروز دور التوترات التجارية وتوجهات السياسة النقدية كعوامل رئيسية تؤثر على أسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية