تعزيز استقرار سعر الصرف الأجنبي لليوان يمثل خطوة استراتيجية للصين في مواجهة التغيرات الاقتصادية والسياسية الحالية، حيث أكدت الصين التزامها بالاستقرار المالي وسط تراجع الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ما منح اليوان زخماً جديداً وتحكمًا أكثر دقة في تحركاته المالية أمام الدولار الأمريكي.
تعزيز استقرار سعر الصرف الأجنبي لليوان وأثره على الأسواق
شهد اليوم تحديد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي لليوان عند 7.0995 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى في سنة، متجاوزًا عتبة 7.1 التي تحرص السلطات على تثبيتها منذ سبتمبر الماضي، ما يعكس محاولة واضحة لتعزيز استقرار سعر الصرف الأجنبي لليوان في ظل تقلبات السوق. تأتي هذه الخطوة بخلاف المرحلة السابقة من الحرب التجارية الأخيرة، حين سمحت بكين لليوان بالانخفاض للتعويض عن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية، ما يدل على تحول في السياسة المالية والاقتصادية الصينية. ويؤكد المحللون أن استقرار اليوان سيحد من التدفقات الخارجية ويعزز ثقة المستثمرين، بالإضافة إلى دعم استراتيجية الحكومة في سبيل تدويل العملة الوطنية، مما يرسخ مكانة الصين على الساحة الاقتصادية العالمية.
الرسالة القوية وراء تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان وتأثيرها على مفاوضات التجارة
أوضحت فيونا ليم، كبيرة محللي العملات الأجنبية في “مالايان بانكينغ بي إتش دي” في سنغافورة، أن تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان دون مستوى 7.10 رسالة واضحة على قوة الصين الاقتصادية في مواجهة الضغط التجاري، حيث يعكس هذا الارتفاع موقع الصين المتين في المفاوضات أو التصعيدات المتبادلة. وقد أوضحت مذكرة صادرة عن مجموعة غولدمان ساكس أن هذا السعر المرجعي يمثل تغييرًا جذريًا في استراتيجيات الصين؛ إذ تفضل بكين الآن استخدام الأدوات النقدية والمالية بدلاً من خفض قيمة العملة لتعزيز الاستقرار. وذكر محللا غولدمان ساكس، داني سوانابروتي وشينكوان تشين، أن الاستقرار الملحوظ لسعر الدولار مقابل اليوان طوال 2025 رغم التعريفات الجمركية المتعددة يعكس رغبة واضحة لدى صناع السياسة في ضمان استقرار سعر الصرف الأجنبي لليوان، ومن غير المتوقع حدوث تغييرات كبيرة في المستقبل القريب. ويُقيّد النظام الحالي تحركات سعر اليوان بما لا يتجاوز 2% صعودًا أو هبوطًا مقارنة بالدولار.
التوترات التجارية وتأثيرها على تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان وموازنة الأسواق الإقليمية
يهدف تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان إلى نفي توقعات انخفاض قيمته عقب التصعيد الأخير في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، حيث لجأ الرئيس دونالد ترامب إلى استخدام زيت الطهي كأداة ضغط عقب رفض بكين شراء فول الصويا الأميركي وفرض عقوبات على وحدات شركة شحن أميركية كبرى. نقلت وكالة “بلومبيرغ” تصريحات بيكي ليو من بنك ستاندرد تشارترد، موضحة أن رفع السعر المرجعي يعمل على دعم استقرار السوق وسط استمرار التوترات بين بكين وواشنطن حول القضايا التجارية. وأشارت ليو إلى أن تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان يُعد خطوة احترازية لتثبيت التوقعات وتفادي التقلبات الكبيرة في انتظار نتائج المحادثات التجارية. ويأتي ذلك قبيل الاجتماع المغلق للحزب الشيوعي الصيني بين 20 و23 أكتوبر الجاري، حيث تستعرض بكين خطط التنمية الخمسية، مع إجراء دعم مستمر لاستقرار السوق في مواجهة الأحداث السياسية الكبرى. بالموازاة، شهدت الروبية الهندية ارتفاعًا ملحوظًا بأكبر مكاسبها في أربعة أشهر، مدعومة بتدخل البنك المركزي الهندي وتفاؤل المستثمرين بتسريع محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، مما يعكس تأثير السياسات النقدية المتزامنة على استقرار العملات الإقليمية.
- تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان يقلل من تقلبات السوق
- الاستراتيجيات الجديدة للصين تركز على أدوات نقدية بدلاً من خفض القيمة
- تزامن تحركات الصين مع دعم الروبية الهندية يعكس ديناميكية الأسواق الإقليمية
- الخطوات الاحترازية تضمن استقرار التوقعات قبيل الأحداث السياسية الكبرى
التاريخ | السعر المرجعي لليوان مقابل الدولار |
---|---|
15/10/2025 | 7.0995 |
سبتمبر 2025 | 7.1000 |
ورغم استمرار الضغوط الانكماشية في الصين التي قد تحد من مكاسب اليوان، يظل تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان مراقبًا عن كثب، مع توقع تذبذب محدود لسعر الدولار مقابل اليوان في نطاق ضيق والتي تدفع به القوى الاقتصادية للحفاظ على الاستقرار كخيار استراتيجي من دون تحركات سعرية حادة. ويشير إيدي تشيونغ، كبير إستراتيجيي الأسواق الناشئة، إلى غياب دوافع لتحركات ملحوظة في ظل رغبة الصين المستمرة في تثبيت سعر الصرف الأجنبي لليوان والمحافظة على التوازن المالي في ظل بيئة اقتصادية متقلبة.