الذهب يتجاوز 4200 دولار للأوقية ويواصل صعوده القوي

الذهب يتجاوز عتبة 4200 دولار للأوقية ويحافظ على زخم ارتفاعه في الأسواق العالمية تزامناً مع توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين؛ فقد شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية، تأثرت بشكل مباشر بعدة عوامل اقتصادية وسياسية دفعتها إلى مستويات قياسية غير مسبوقة

تفسير ارتفاع الذهب وتجاوز عتبة 4200 دولار للأوقية

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً نسبته 1.4% لتصل إلى 4200.11 دولار للأوقية صباح اليوم الأربعاء بتوقيت جرينتش؛ كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.3% إلى 4218 دولار، مما يعكس الثقة المتزايدة في استمرار هذا الاتجاه التصاعدي. ويأتي هذا الصعود مدعوماً بشكل رئيسي بالتوقعات القوية التي تشير إلى خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماعه هذا الشهر، مع إشارات مماثلة متوقعة في ديسمبر المقبل. وقد زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق الحالية تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إغلاق العديد من البرامج الديمقراطية في الحكومة الاتحادية، وهو ما يعكس توترات جديدة قد تؤثر سلباً على الاقتصاد الأمريكي

العوامل الاقتصادية والسياسية التي تدعم ارتفاع الذهب

تعرّض سوق الذهب إلى دعم قوي نتيجة عدة عوامل متشابكة؛ ففي الوقت الذي يبقى فيه سوق العمل الأمريكي ضعيفاً كما أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلا أن الاقتصاد يُظهر علامات على الاستقرار النسبي؛ فالقرارات الخاصة بأسعار الفائدة تتخذ بناءً على تحليل كل اجتماع على حدة، مع عناية بالغة بوضع سوق العمل والتضخم الذي لا يزال فوق المستوى المستهدف. وأكد كبير المحللين في ستون إكس مات سيمبسون أن تعليقات باول والإغلاق الحكومي الأمريكي شكّلا حافزاً قوياً لارتفاع سعر الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات الجيوسياسية والاضطرابات الاقتصادية؛ إذ ينجذب المستثمرون إلى الذهب لكونه يحافظ على القيمة وسط حالة عدم اليقين. كما أن التدفقات الكبيرة لصناديق المؤشرات المتداولة والبنوك المركزية التي تستمر في شراء الذهب، إلى جانب تراجع الاعتماد على الدولار، ساهمت بمنح الذهب زخماً إضافياً خلال الفترة الحالية

تأثير ارتفاع أسعار الذهب على المعادن النفيسة الأخرى

لا يقتصر ارتفاع الأسعار على الذهب فقط، بل امتد ليشمل المعادن النفيسة الأخرى؛ فقد ارتفعت الفضة بنسبة 2% لتصل إلى 52.48 دولار للأوقية بعد وصولها أمس إلى مستوى قياسي عند 53.60 دولار، مسجلةً أداءً متأثراً بانخفاض المعروض في السوق الفورية. كما شهد البلاتين ارتفاعاً مقداره 1.3% إلى 1658.65 دولار للأوقية، فيما زاد البلاديوم بنسبة 0.9% ليصل إلى 1538.75 دولار. ويُعزى هذا الصعود في المعادن الأخرى إلى زخم الطلب القوي في الأسواق العالميّة، والذي يُرافق حالة عدم اليقين المستمرة في الاقتصاد الدولي.
لمتابعة تطورات أسعار الذهب والمعادن النفيسة، يمكن النظر إلى الجدول التالي الذي يوضح الأسعار الأخيرة لهذه المعادن:

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار للأوقية) النسبة المئوية للارتفاع
الذهب 4200.11 1.4%
الفضة 52.48 2%
البلاتين 1658.65 1.3%
البلاديوم 1538.75 0.9%

  • تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • توقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية مرتين في آخر هذا العام
  • ضعف سوق العمل الأمريكي مع بقاء التضخم مرتفعاً
  • شراء البنوك المركزية لصناديق المؤشرات وصناديق الذهب
  • تراجع الاعتماد العالمي على الدولار كعملة احتياطية

يشير ارتفاع الذهب إلى تأثّر الأسواق العالمية بمتغيرات جيوسياسية وتقلبات اقتصادية تفرض إعادة تقييم مستمرة لاستراتيجيات الاستثمار، في ظل انقلاب الأوضاع المتسارع في الولايات المتحدة وتأثيره المباشر على أسعار الفائدة والتضخم وسوق العمل، مما يجعل الذهب بمثابة المرفأ الآمن الذي يلجأ إليه المستثمرون للحفاظ على أصولهم وسط عدم اليقين المستمر