استكشاف كهوف المملكة: توثيق أطول كهف في السعودية بطول 5 كيلومترات

تُعَدُّ المملكة العربية السعودية موطنًا لعدد كبير من الكهوف التي تشكّل ثروة جيولوجية وسياحية فريدة، حيث تنتشر هذه الكهوف في مختلف مناطق المملكة، وتتنوع في تكويناتها وأحجامها، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي المغامرة والاستكشاف، وتُسهم هذه الكهوف في تعزيز السياحة البيئية، وتوفير فرص للبحث العلمي والدراسات الجيولوجية، بالإضافة إلى إمكانية تطويرها كمزارات سياحية تسهم في تنويع الاقتصاد الوطني.

استكشاف كهوف المملكة العربية السعودية

تُقدَّر أعداد الكهوف في المملكة بأكثر من 300 كهف معروف، وتتنوع هذه الكهوف بين الكهوف الجيرية والبركانية، حيث تشكّلت عبر آلاف السنين نتيجة للتفاعلات الجيولوجية المختلفة، ومن أبرز هذه الكهوف:

  • كهف شعفان: يُعتبر من أكبر كهوف المملكة، حيث يبلغ طوله حوالي كيلومترين، ويصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار، ويمتد إلى عمق 800 متر تحت سطح الأرض.
  • كهف أبو الوعول: تم توثيقه كأطول كهف من البازلت في المملكة، بطول يصل إلى خمسة كيلومترات، ويقع في حرة خيبر شمال شرق المدينة المنورة.
  • كهف عين هيت: يقع في محافظة الخرج، ويُعد وجهة سياحية شهيرة، حيث يحتوي على تجمعات مائية جوفية، ويجذب العديد من الزوار المحليين والدوليين.

أهمية الكهوف في تعزيز السياحة البيئية

تُسهم الكهوف في المملكة في تعزيز السياحة البيئية، حيث توفر بيئات طبيعية فريدة تجذب محبي المغامرة والاستكشاف، وتُعتبر هذه الكهوف مواقع مثالية لتنظيم رحلات سياحية تعليمية وتثقيفية، تُعرّف الزوار بالتكوينات الجيولوجية والتاريخية للمملكة، كما تُسهم في تنويع المنتجات السياحية، وجذب فئات مختلفة من السياح، مما يدعم الاقتصاد الوطني.

جهود تطوير واستثمار الكهوف سياحيًا

تعمل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على توثيق ودراسة الكهوف في المملكة، بهدف تطويرها واستثمارها سياحيًا، حيث تم توثيق كهف أبو الوعول كأطول كهف من البازلت في المملكة، ويجري العمل على ترشيحه ليكون معلمًا سياحيًا بعد استكمال الدراسات الفنية اللازمة، كما تُجرى دراسات لتفعيل سياحة الكهوف، من خلال تطوير مفهوم السياحة الجيولوجية، وتطبيق الأساليب والأدوات المختلفة في التعامل مع هذه المواقع، والحفاظ عليها، وترسيخ قيم إرثها الطبيعي، وتسعى هذه الجهود إلى بناء وجهات سياحية قادرة على المنافسة العالمية، وتقديم تجربة فريدة للزوار، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد، وزيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.

تُعَدُّ كهوف المملكة العربية السعودية ثروة طبيعية وجيولوجية فريدة، تمتلك إمكانيات كبيرة لتعزيز السياحة البيئية، وتوفير فرص للبحث العلمي، وتطوير الاقتصاد الوطني، ومن خلال الجهود المستمرة لتوثيقها وتطويرها، يمكن تحويل هذه الكهوف إلى مزارات سياحية عالمية، تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.