ارتفعت تحركات سوق صرف العملات بشكل لافت بشأن الين والدولار الأمريكي، حيث تراجع الدولار الأمريكي في سوق الصرف مقابل الين الياباني وسط تزايد الصعوبات أمام تاكايتشي للوصول إلى السلطة، مع ضعف واضح في احتمالات ارتفاع أسعار الفائدة اليابانية خلال العام الحالي، في ظل تطورات سياسية واقتصادية مرتقبة في اليابان وأسواق المال العالمية.
تراجع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني وتأثيره على سوق الصرف
شهد سوق الصرف العملات تراجعاً ملحوظاً في قيمة الدولار الأمريكي أمام الين الياباني، حيث ارتفع الين في السوق الأسيوية يوم الأربعاء مقابل مجموعة من العملات الرئيسية والثانوية، معززاً مكاسبه لليوم الثاني على التوالي بعد تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “جيروم باول”، التي أضعفت مستويات العملة الأميركية. فقد وصل سعر صرف الين مقابل الدولار إلى 151.00 ين، مسجلاً أدنى مستوى في أسبوع، بعد أن انخفض الدولار بنسبة 0.55% من سعر افتتاح 151.84 ين، مع تسجيل أعلى مستوى عند 151.87 ين. كذلك، ارتفع الين يوم الثلاثاء بنسبة 0.3% مقابل الدولار، محققاً ثاني مكسب في ثلاثة أيام، في إطار تعافٍ مستمر من أدنى مستوى له خلال ثمانية أشهر عند 153.27 ين.
في المقابل، انخفض مؤشر الدولار بأكثر من 0.2% ليواصل خسائره للجلسة الثانية على التوالي، مبتعداً عن أعلى مستوى له خلال الشهرين الماضيين، وذلك بسبب التوقعات بشأن اتجاه أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي نهاية أكتوبر، حيث أشار جيروم باول إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة، مؤكداً أن سوق العمل يعاني من ركود حقيقي في معدلات التوظيف والتنقل الوظيفي، مع غياب البيانات الرسمية نتيجة إغلاق الحكومة، لكنه أكد قدرة صانعي السياسة النقدية على تقييم الأوضاع الاقتصادية بشكل كاف حتى الآن.
الصعوبات السياسية أمام تاكايتشي وتأثيرها على المشهد الاقتصادي في اليابان
تواجه ساناي تاكايتشي، زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي، تحديات كبيرة تعوق طريقها إلى السلطة بعد انسحاب حزب كوميتو المفاجئ من الائتلاف الحاكم في 10 أكتوبر، الأمر الذي أدى إلى فقدان الحزب الأغلبية البرلمانية وتأزم الوضع السياسي في اليابان في هذه المرحلة الحساسة. هذا الانسحاب أعطى فرصة للأحزاب المعارضة لتوحيد صفوفها، حيث يخطط الحزب الديمقراطي الدستوري، أكبر أحزاب المعارضة، للتحالف مع حزب كوميتو لدعم مرشح توافقي رائد هو “يويتشيرو تاماكي”، الذي بدأ يبرز كأبرز وجوه المعارضة القادرة على قيادة كتلة سياسية قوية تكسر هيمنة الحزب الحاكم على البرلمان الذي يضم 196 مقعدًا.
تتسم الساحة السياسية بالاضطرابات غير المسبوقة منذ استقالة رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا في سبتمبر الماضي، مع استمرار حكومته كحكومة تصريف أعمال. وفق مذكرة صدرت عن بنك أوف أمريكا، يتجه التركيز نحو جولة الإعادة في انتخابات رئاسة الوزراء اليابانية التي قد تشهد تنافساً حاداً بين المرشحين الأوفر حظاً، مع أولوية قرار مجلس النواب في حال تفاوت خيارات مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وتوضح المذكرة أيضا أن نجاح المعارضة يعتمد على قدرتها في توحيد صفوفها رغم الخلافات، خصوصا فيما يتعلق بموقف حزب كوميتو، الذي ستحدد مواقفه الدعم الحاسم في هذه الجولة الحاسمة.
ضعف احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية مع تصاعد التوترات السياسية
مع تصاعد الضغوط السياسية في اليابان، تراجعت فرص رفع البنك المركزي الياباني لأسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في أكتوبر، إذ انخفضت احتمالات رفعها بمقدار ربع نقطة مئوية من 60% إلى 25% عقب ازدياد صعوبة طريق تاكايتشي إلى السلطة. كما أظهرت بيانات سوق مقايضة الين أن احتمال رفع سعر الفائدة بحلول ديسمبر انخفض إلى 41% مقارنة بـ68% قبل انتخابات الحزب الحاكم.
هذه التراجع في احتمالات رفع الفائدة يعكس حالة عدم اليقين التي تعيشها الأسواق اليابانية جراء الأزمة السياسية العميقة والتطورات في الاستحقاقات الحكومية الجديدة. ويبرز هذا التأثير بوضوح في تحركات سعر الدولار مقابل الين، الذي بدأ يفقد زخمه ويستنفذ فرصه الإيجابية بحسب التحليلات الفنية الحديثة لتوقعات التداول في 15 أكتوبر 2025.
العنصر | التأثير |
---|---|
الين مقابل الدولار | ارتفع الين إلى أعلى مستوياته في أسبوع مع تراجع الدولار |
تراجع مؤشر الدولار | خسائر مستمرة وانخفاض بنسبة 0.2% أمس |
تغير احتمالات الفائدة اليابانية | انخفاض من 60% إلى 25% لرفع الفائدة في أكتوبر |
المشهد السياسي | انسحاب كوميتو وانقسام المعارضة |
- الين يستفيد من ضعف الدولار بعد تصريحات جيروم باول
- توحيد صفوف المعارضة اليابانية وظهور مرشح توافقي
- تراجع فرص تاكايتشي في قيادة الحكومة بسبب الأزمات السياسية
- انخفاض احتمالات رفع أسعار الفائدة وسط حالة سياسيّة غير مستقرة
تؤكد هذه المؤشرات أن تراجع الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات أمام الين الياباني أصبح مرتبطًا بشكل واضح بالتطورات السياسية الحالية في اليابان وصراعات طريق تاكايتشي نحو السلطة، إضافة إلى حالة التشاؤم الحذرة بشأن سياسة الفائدة اليابانية خلال العام الحالي، مما يخلق جواً من عدم التيقن المالي والسياسي في وقت يعيش فيه الاقتصاد الياباني والعالمي لحظة تحولات حاسمة.