الذهب يواصل التراجع لليوم الثاني متأثرًا بخسارة 209 دولارات في السوق.

تشهد أسعار الذهب حاليًا موجة من التراجع الملحوظ على الصعيدين العالمي والمحلي، حيث فقد المعدن الأصفر جزءًا كبيرًا من مكاسبه التاريخية. يأتي هذا الانخفاض في ظل تحول استراتيجيات المستثمرين نحو أصول أخرى أكثر جاذبية بعد عدة تصريحات مطمئنة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاقتصاد والسياسة التجارية، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تراجع أسعار الذهب عالميًا

انخفضت أسعار الذهب العالمية لليوم الثاني على التوالي، حيث سجلت أونصة الذهب تراجعًا بمعدل 0.2% لتستقر عند مستوى 3291 دولارًا للأونصة، مقارنة بسعر افتتاحي عند 3324 دولارًا. يُذكر أن الذهب بلغ قمته التاريخية عند 3500 دولار قبل أن يشهد هذا التراجع الحاد نتيجة لخروج المستثمرين من هذا القطاع والتوجه نحو الأسهم. وقد دعمت تصريحات ترامب التي تضمنت احتمالية التوصل لاتفاق تجاري مع الصين، بالإضافة إلى تراجعه عن مقترحات بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، هذا الانخفاض.

أسعار الذهب محليًا وتأثير الأسعار العالمية

على المستوى المحلي، شهد سعر الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – انخفاضًا ملحوظًا ليبلغ 4797 جنيهًا للجرام. يأتي هذا التراجع بعد أن وصل السعر إلى مستوى قياسي عند 4965 جنيهًا مؤخرًا. ويرى خبراء الاقتصاد أن استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري كان له أثر إيجابي في تهدئة الأسعار في السوق المحلي. ومع ذلك، يبقى العامل الأساسي المؤثر في السوق المحلية هو تحركات الأسعار العالمية للذهب.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

رغم الانخفاض الحالي، تظل التوقعات طويلة الأجل بالنسبة لأسعار الذهب إيجابية. يتوقع بنك جي بي مورجان، على سبيل المثال، أن تشهد الأسعار العالمية ارتفاعًا لتتجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة بحلول الربع الثاني من عام 2026، مدعومة بالضغوط التضخمية والمخاطر الاقتصادية العالمية. من المُقدر أن يبلغ متوسط سعر الأونصة حوالي 3675 دولارًا خلال الأشهر المقبلة، مما يعكس احتمالية استمرار تأثيرات التضخم وتهيئة الظروف للعودة إلى الارتفاع.

في سياق آخر، أظهرت تقارير صندوق النقد الدولي توقعات إيجابية للأداء الاقتصادي المصري، إذ رفع تقديراته لنمو الاقتصاد إلى 3.8%، بالإضافة إلى توقعه بانخفاض متوسط معدلات التضخم إلى 12.5% في العام المالي القادم. تهدف هذه المؤشرات إلى تعزيز ثقة المستثمرين في السوق المحلي رغم التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة.

العنوان القيمة
سعر أونصة الذهب 3291 دولارًا
السعر المحلي لعيار 21 4797 جنيهًا
التوقعات لعام 2026 4000 دولارًا

في النهاية، يعكس التراجع الحالي في أسعار الذهب حالة من التغير في استراتيجيات المستثمرين التي تؤثر بشكل كبير في حركة السوق. ومع التوقعات الاقتصادية العالمية والتقارير المحلية الإيجابية، يبقى الذهب خيارًا استثماريًا مستقرًا على المدى البعيد رغم ما يشهده من تقلبات وقتية.