ثقب عملاق.. يختزن مجرة سرية بكتلة تفوق الشمس 174 مليون مرة

الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 يغير مفهوم تطور المجرات الصغيرة ويكشف أسرارًا كونية غير متوقعة

في رحلة بحث متجددة بالكون، أثبت العلماء رصدهم لمجرة بعيدة تضم ثقبًا أسود ضخمًا يزيد وزنه بمقدار 174 مليون مرة عن كتلة الشمس، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول “الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 ودوره في تطور المجرة الصغيرة”. هذا الثقب الأسود، الذي يقع في قلب مجرة نادرة تسمى NGC 4395، يعكس صورة جديدة عن كيفية وجود الثقوب السوداء الهائلة داخل مجرات صغيرة الحجم.

خصائص الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 وحداثة اكتشافه

يُعتبر الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 من الظواهر الفلكية المميزة كونه يتواجد في مركز مجرة قزمة تبعد حوالي 14 مليون سنة ضوئية عن الأرض، كما أنه يشكل حالة نادرة لأن المجرات القزمة غالبًا ما تفتقر إلى مثل هذه الثقوب الضخمة. أشار علماء جامعة كامبريدج إلى أن هذا الثقب الأسود لا يقوم بابتلاع كميات كبيرة من الغازات والنجوم المحيطة به، على خلاف الثقوب السوداء النشطة المرصودة في مجرات أكبر، ما يجعله يبدو صامتًا تقريبًا وصعبًا في الرصد، وهو ما دفع البعض إلى وصف NGC 4395 بأنها “مجرة تخفي سرها في ظلام مركزها”.

التقنيات الحديثة المستخدمة في تقدير كتلة الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395

اعتمد فريق العلماء على أساليب متطورة لتحليل حركة النجوم والغازات التي تدور حول مركز المجرة، وبموجب هذا التقييم الدقيق تم تحديد كتلة الثقب الأسود التي تفوق كتلة الشمس بمئات الملايين من المرات، رغم صغر حجم المجرة نسبيًا مقارنة بالمجرات الأخرى ذات الثقوب السوداء الضخمة، حيث توضح هذه الأساليب كيف يمكن لرصد السرعات والزوايا الدورانية أن يكشف عن حجوم أجرام سماوية صعبة الرصد.

تأثير الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 على فهم تطور المجرات ودور الثقوب السوداء

يشكل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في نظرية تشكل وتطور المجرات الصغيرة، إذ كان الاعتقاد السائد أن الثقوب السوداء فائقة الكتلة لا تتواجد إلا في مجرات ضخمة، أما الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 فيدل على إمكانية وجودها داخل مجرات قزمة، مما يعيد صياغة هذا المفهوم.

• يثبت وجود ثقوب سوداء عملاقة في مجرات صغيرة
• يغير تصورنا عن تكوين المجرات وتفاعلها مع الثقوب السوداء
• يفتح أفقًا أبحاثيًا جديدًا لدراسة الأجرام السماوية الصغيرة

كل هذه المعطيات تؤكد أن الثقب الأسود الهائل في مجرة NGC 4395 ليس مجرد جرم سماوي هائل الحجم، بل يحوي أسرارًا عميقة لم تكن مألوفة في السابق، مما يحفز الباحثين على البحث بشكل أكبر في مجرات القزمة واكتشاف الثقوب السوداء المخفية بصمت، لتقديم رؤية أوسع عن كيفية تكوين الكون وتطوره.