توماس فريدمان يكشف: رأيت المستقبل في مكان آخر غير أمريكا

تطلعت الصين في السنوات الأخيرة لتكون وجهة ريادية للابتكار التكنولوجي متسارعة نحو مستقبل مشرق، حيث أصبحت شنغهاي نموذجاً مُشرقاً للحداثة التكنولوجية. الكاتب الأميركي توماس فريدمان أكد من خلال زيارته على تفوق الصين في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، متجاوزة التحديات الأميركية المتعلقة بالتجارة والابتكار.

الصين والذكاء الاصطناعي: ريادة بلا حدود

تُعد الصين اليوم من الدول الرائدة عالميًا في مجالات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي. مجمع الأبحاث العملاق لشركة هواوي في شنغهاي يعكس هذا التطور الكبير، حيث يقع على مساحة 1.6 مليون متر مربع ويتألف من 104 مبانٍ، بمعدات متطورة ومرافق لاستيعاب آلاف العلماء والمهندسين. هذا المركز لم يأتِ فقط لمواكبة التقدم، بل كان ردًا على القيود الأميركية التي حاولت عرقلة تطور القطاع التكنولوجي الصيني. تمكنت الصين من تطويع هذه التحديات لتطوير أشباه الموصلات وتقنيات مبتكرة.

التفوق الصيني في منتجات الذكاء الاصطناعي

حققت المنتجات التكنولوجية الصينية نجاحًا مذهلاً، وأبرزها سلسلة “ميت 60” من هواوي المزودة بأشباه موصلات متطورة رغم العقوبات الأميركية. هواوي كشفت كذلك عن تقنيات جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، من هواتف ثلاثية الطي، إلى نظام تشغيل “هونغ منغ”، وصولاً إلى دخولها في مجال السيارات الكهربائية والذاتية القيادة. وبهذا، تسعى الصين لتصبح قائدة في تصنيع التكنولوجيا المستقبلية.

أميركا والصين: ضرورة التعاون

رغم التنافس المحتدم، يرى الكاتب ضرورة لتعاون ابتكاري بين الولايات المتحدة والصين. التوترات الحالية تهدد الاقتصاد العالمي، وهو ما يمكن تجاوزه من خلال استغلال رأس المال والتكنولوجيا الصينية لتطوير الصناعات الأميركية. بالمقابل، التعاون بين البلدين في مجال الأبحاث قد يُحدث نقلة نوعية تعود بالازدهار لكليهما.

ختامًا، يبدو مستقبل الاقتصاد العالمي مرهونا بقدرة هاتين القوتين على تجاوز الخلافات والتركيز على التعاون. الابتكار العالمي يحتاج لكلا الطرفين، حيث يمكن لهذا التكامل أن يخلق بيئة اقتصادية مزدهرة تساعد على تحقيق استقرار عالمي.