تأثير رسوم ترامب الجمركية على التجارة العالمية وسلاسل التوريد: تحديات جديدة للاقتصاد العالمي

أعرب الدكتور عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجستيات بغرفة القاهرة التجارية، عن قلقه البالغ بشأن السياسات الجمركية الجديدة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. وأكد أن هذه الإجراءات تمثل خرقًا واضحًا لقواعد اتفاقية الجات، مما يهدد استقرار النظام التجاري العالمي ويدفع باتجاه تصعيد كبير في مسار التجارة الدولية، مع مخاوف من انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي.

تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على التجارة

تقوم سياسة تحرير التجارة العالمية على إزالة القيود التعريفية وغير التعريفية، لكن فرض رسوم جمركية إضافية يأتي معاكسًا لهذا المبدأ. يرى السمدوني أن الرسوم الأمريكية قد تدفع الدول المتضررة إلى اتخاذ قرارات انتقامية بفرض تعريفات مضادة على الصادرات الأمريكية، مما يزيد من التوترات التجارية ويؤدي إلى اختلالات في السوق، وقد يتسبب في سلسلة من الأزمات بالقطاع الاقتصادي العالمي.

تفاصيل الرسوم الجمركية وتأثيرها على مصر

أوضح السمدوني أن الإدارة الأمريكية أعلنت فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على الدول كافة، إضافة إلى تعريفات أعلى موجهة نحو الدول ذات العجز التجاري الكبير مع الولايات المتحدة. بالنسبة لمصر، فقد بلغت صادراتها إلى أمريكا 2.25 مليار دولار، أغلبها في قطاع الملابس بقيمة 1.2 مليار دولار. بالمقابل، وصلت الواردات إلى 7.56 مليار دولار، منها 3.3 مليار دولار في قطاع الوقود والزيوت المعدنية. هذه الأرقام تعكس أهمية العلاقات التجارية المتوازنة وحاجة البلدين إلى تفادي السياسات الحمائية.

المخاطر المرتبطة بانتهاك اتفاقية الجات

تحدد اتفاقية الجات قواعد واضحة للتجارة الدولية، إلا أن تجاوز هذه الالتزامات، وفقًا للدكتور السمدوني، يهدد بتفكيك النظام التجاري العالمي. تشمل الاتفاقية نحو 182 دولة تلتزم بتعريفات جمركية محددة مسبقًا. أي تغيرات غير مبررة فيها قد تفتح الباب أمام المزيد من الخطوات التصعيدية بين الدول، ما قد يعطل منظومة التجارة الحرة العالمية ويخلق بيئة مليئة بالاضطرابات.

ختامًا، تسلط هذه التطورات الضوء على أهمية استقرار العلاقات التجارية بين الدول، وتجنب السياسات الحمائية التي تهدد استدامة النظام التجاري العالمي.