فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان: توضيح من وزير الأوقاف السابق

شهر رمضان المبارك هو فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله بالطاعات وأداء الأعمال الصالحة، ومن أهم مظاهر التعبد في هذا الشهر الكريم قيام الليل. يبدأ المسلمون صلاة التراويح مع بداية الشهر ويحرصون على تهجد الليالي في العشر الأواخر، خاصة ليلة القدر التي قال عنها النبي (صلى الله عليه وسلم): “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه”.

فضل قيام الليل في القرآن الكريم

يأتي قيام الليل من أعظم العبادات التي أشار إليها القرآن الكريم أكثر من مرة، ورفع الله شأن القائمين فقال: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون” (السجدة: 16). فقيام الليل يعكس خشية المؤمن لربه، ويُرجى من ورائه عظيم الأجر والمغفرة. كما وصف الله المتقين قائلاً: “كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون” (الذاريات: 17-18)، في إشارة إلى انتهازهم أوقات الليل في العبادة والمناجاة.

مكانة قيام الليل في الأحاديث الشريفة

أوضح النبي (صلى الله عليه وسلم) فضائل قيام الليل متعددة، فقال: “أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” (صحيح مسلم). ويُبرز الحديث مدى قيمة هذه العبادة التي لا تقتصر على شهر رمضان، بل تمتد طوال العام. وجاء في حديث آخر: “إنَّ في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه” (صحيح مسلم)، ما يدل على بركة قيام الليل والدعاء فيه.

قيام الليل في رمضان وفضل العشر الأواخر

في رمضان، يتضاعف ثواب قيام الليل، وتُختتم بركته بالعشر الأواخر التي تحتوي على ليلة القدر، الليلة التي قال عنها الله: “ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر” (القدر: 3). وأشار العلماء إلى أهمية الاجتهاد في هذه الليالي المباركة، لما لها من فضل عظيم يعود بالخير على المسلم في حياته وآخرته.

ختامًا، يمثل قيام الليل في رمضان فرصة ذهبية للعبادة والتقرب لله، ويحمل معه بشائر الرحمة والمغفرة، خاصة في الليالي المباركة التي يستشعر فيها المؤمن معنى الإيمان الحقيقي.