صدّق أو لا تصدّق: أسعار النفط ممكن تنخفض 15.5% السنة دي

كشف صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير عن توقعات مثيرة للجدل بشأن التغيرات في أسعار الطاقة عالميًا، حيث أشار إلى انخفاض طفيف في أسعار النفط بنسبة 15.5% مقابل ارتفاع كبير في أسعار الغاز الطبيعي بواقع 22.8%، وذلك استنادًا إلى توقعات التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيرات تغيّر أنماط الاستهلاك الشاملة المرتبطة بالطاقة التقليدية والسيارات الكهربائية، ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الأسواق العالمية.

توقعات صندوق النقد الدولي لأسعار النفط

رجح تقرير صندوق النقد الدولي أن يبلغ متوسط سعر برميل النفط 66.94 دولار في عام 2025، ثم ينخفض إلى 62.38 دولار خلال عام 2026، ما يدعم توجه السوق نحو تخفيف الضغط على الطلب العالمي الضعيف، وأشار التقرير إلى أن انخفاض الطلب قد تفاقم نتيجة التباطؤ الاقتصادي في الصين؛ إذ أدى انتشار السيارات الكهربائية إلى تقليص الحاجة للوقود الأحفوري التقليدي بشكل ملحوظ؛ كما أوضح التقرير أن زيادة المعروض من النفط ستتجاوز الطلب مما يمهد لانخفاض إضافي محتمل في الأسعار، وهو ما ينعكس سلبًا على الاستثمارات المستقبلية في قطاع الطاقة.

التغيرات في أسعار الغاز الطبيعي وتأثيرها على الاقتصادات

بخلاف الانخفاض المتوقع في أسعار النفط، تشير البيانات إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 22.8% للعام الجاري، وهو ما قد يشكل عبئًا إضافيًا على الاقتصادات التي تعتمد على واردات الغاز لتلبية احتياجاتها الداخلية، هذا الارتفاع المتوقع يفسر بزيادة الطلب العالمي على الغاز الطبيعي كمصدر طاقة بديل مستدام نسبيًا، خاصة في الأسواق الأوروبية التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على النفط؛ وقد أشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية إضافية في السنوات المقبلة، وهو ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على قطاعات متعددة.

انعكاسات التوقعات الاقتصادية العالمية

من المتوقع أن يشهد معدل التضخم العالمي تحسنًا طفيفًا في الأعوام المقبلة؛ إذ سينخفض إلى 4.3% في 2025 وإلى 3.6% في 2026، لكن ارتفاع أسعار الواردات بسبب النزاعات التجارية واستمرار التقلبات في أسعار الطاقة قد يعوق تحقيق هذه المستهدفات؛ علاوة على ذلك، فإن تغير أنماط الاستهلاك العالمي وتبني الاقتصاد الأخضر يشكلان تحديات كبرى للأسواق التقليدية التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، بينما تشكل الحرب التجارية بين الدول الكبرى فرصة لإعادة حسابات الأسواق تجاه مصادر الطاقة الأكثر فعالية.

في النهاية، يمثل تقرير صندوق النقد الدولي تحذيرًا مبكرًا لصناع القرار حول المخاطر الاقتصادية القادمة، فهو يشير إلى أهمية التحول نحو بدائل طاقة مستدامة وتقليل الاعتماد على النفط لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي بشكل مستدام، وتحقيق مرونة اقتصادية طويلة الأمد.