صدق أو لا تصدق.. أسعار النفط توصل 66.62 دولار للبرميل بالأسواق العالمية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا خلال جلسة التداول اليوم بعد أن استغل المستثمرون فرصة الانخفاضات التي سجلت في اليوم السابق، إذ تتأثر الأسواق بالعوامل الاقتصادية والسياسات النقدية التي تلقي بظلالها على الطلب العالمي على الوقود، كما أن التوترات التجارية والرسوم الجمركية تلعب دورًا مؤثرًا في تحركات الأسعار العالمية للمشتقات النفطية.

العوامل الاقتصادية العالمية المؤثرة على أسعار النفط

تتعامل الأسواق النفطية بشكل أساسي مع التداعيات الاقتصادية العالمية الناجمة عن السياسات النقدية والرسوم الجمركية التي تفرضها الدول الكبرى، إذ تؤدي التوقعات بارتفاع الفائدة الأمريكية إلى تقليص الإنفاق وتقليل الطلب على الوقود في القطاعات المختلفة، كما أن احتمالات حدوث ركود اقتصادي في بعض الأسواق تثير القلق بين المستثمرين حيال الاتجاهات المستقبلية للطلب على النفط.
كما يأتي تأثير المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في تكوين جزء من هذه العوامل، حيث تؤثر احتمالات عودة إيران إلى السوق على ميزان العرض والطلب في الأسواق العالمية، ما يسبب تذبذبًا كبيرًا في أسعار العقود الآجلة لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط.

تحركات العقود الآجلة للنفط تعكس تقلب الأسواق

شهدت العقود الآجلة لخام برنت اليوم ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 66.62 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1% ليصل سعر البرميل إلى 63.73 دولار، كما ارتفعت العقود الآجلة لشهر يونيو القادم لتسجل مكاسب بنسبة 0.7%، حيث يتفاعل المستثمرون مع تطورات أسواق الطاقة العالمية وتحركات العرض والطلب.
ورغم تعافي الأسعار جزئيًا من خسائرها السابقة، إلا أن استمرار المخاوف المتعلقة بالإمدادات في ظل المفاوضات السياسية والتوترات الجيوسياسية يشكل تحديًا أمام استقرار السوق النفطي رغم وجود إشارات على إحراز تقدم في الحوار الأمريكي الإيراني في الآونة الأخيرة.

مستقبل سوق النفط والدوافع الرئيسية

يعد مستقبل أسعار النفط حاليًا تابعًا لتوازن دقيق بين عدة عوامل، أبرزها تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات أزمة كورونا، والسياسات المتبعة من قبل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في ما يتعلق بالإنتاج، إضافة إلى استمرار المفاوضات النووية وعلاقتها بإعادة ضخ الخام الإيراني إلى الأسواق، ما قد يشكل زيادة مفاجئة في الإمدادات العالمية ويؤثر على أسعار النفط بشكل أكثر تقلبًا.
لا تزال الأسواق متحفظة بشأن أي استقرار طويل الأجل للأسعار، حيث تلعب السياسة النقدية الأمريكية دورًا كبيرًا في تحديد القيمة الشرائية للدولار، وبالتالي أسعار النفط التي تسعر بالدولار عالميًا، مما يجعل الفترة القادمة محط أنظار المستثمرين لترقب كل جديد في الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية المؤثرة.