أربع سنوات.. اليورو يسجل أقوى سعر مقابل الدولار منذ 2019

صعود اليورو مقابل الدولار يزداد قوة مع اقترابه من تحقيق أقوى مستوياته في أربع سنوات، مدعوماً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يعزز التباين في السياسات النقدية بين البنك المركزي الأوروبي والفيدرالي الأمريكي، ويدعم بشكل مباشر قوة العملة الأوروبية الموحدة؛ حيث سجل اليورو أعلى مستوى له منذ 3 يوليو عند 1.1791 دولار، مستفيداً من مكاسب إجمالية تقارب 14% منذ بداية 2025، في أفضل أداء خلال تسعة أشهر متتالية.

تباين السياسات النقدية وتأثيره على صعود اليورو مقابل الدولار

تلقى اليورو دعماً متزايداً نتيجة التوقعات المستمرة بعدم قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، على عكس توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو إطلاق دورة تيسير نقدي تشمل عدة تخفيضات؛ حيث تتجه التوقعات إلى خفض سعر الفائدة من الفيدرالي ثلاث مرات خلال العام الجاري بمعدل 25 نقطة أساس لكل تخفيض، ما يعزز جاذبية اليورو مقابل الدولار بشكل ملحوظ. وتعكس بيانات عقود الخيارات ارتفاع الطلب الواضح على شراء اليورو خلال الأسبوع الماضي، مما يزيد ثقة المستثمرين ويعكس تحوّلاً إيجابياً بعد إعلان البنك المركزي الأوروبي عن نية إنهاء دورة التيسير النقدي.

زيادة الرهانات على ارتفاع اليورو مقابل الدولار عبر سوق الخيارات

تكشف أحدث بيانات “ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ كوربوريشن” (DTCC) أن أكثر من ثلثي عقود خيارات اليورو-دولار المتداولة يوم الاثنين هي رهانات صعودية، حيث يتزايد تفضيل المتعاملين لعقود الخيارات التي تتجاوز مستويات 1.20 دولار؛ ويعكس هذا الاتجاه الثقة المتنامية في استمرار ارتفاع اليورو، خاصة مع تحول صناديق التحوط نحو استراتيجيات أبسط وأكثر مباشرة لتحقيق المكاسب. تعكس هذه المعطيات:

• ارتفاع أسعار اليورو إلى مستويات قياسية خلال السنوات الماضية
• دعم نقدي وسياسي متباين بين البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
• تزايد الطلب على عقود خيارات الشراء عند مستويات تفوق 1.20 دولار

التوقعات المستقبلية لصعود اليورو مقابل الدولار في ظل أجواء السوق الحالية

تشير تحليلات استراتيجيي مورغان ستانلي إلى أن المراكز التكتيكية على الدولار تبدو محايدة قبل صدور قرار الفيدرالي المرتقب، ما يفتح الباب أمام اليورو للحفاظ على مكاسبه الموسعة أو تعزيزه؛ خاصة إذا أكّد صانعو السياسة توقعاتهم بتخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال العام الجاري. ووفقاً لهذا السيناريو، من المتوقع وصول اليورو إلى اختراق مستوى 1.1829 دولار المسجل في يوليو، وهو الأعلى منذ سبتمبر 2021، مما قد يمهد الطريق نحو بلوغ مستوى هام عند 1.20 دولار الذي يحظى بتركيز كبير من قِبل المستثمرين والمتعاملين في الأسواق.

تعكس هذه التطورات القوية دعم السوق الثابت لليورو، مع مستفيدته من فارق السياسات النقدية بين أوروبا والولايات المتحدة، مما يعزز فرص تجاوز العملة الأوروبية لمستوياتها الحالية؛ في الوقت الذي يظل فيه المستثمرون يقظين تجاه أي مستجدات قد تؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسابيع القادمة، بحيث تستمر حركة صعود اليورو مقابل الدولار ضمن ديناميكيات السوق المتغيرة.