شوف الجديد: الميثاق الجديد للمتوسط يوصل الجزائر ويغيّر المعادلة

تزور الجزائر هذه الأيام شخصية بارزة من المفوضية الأوروبية، حيث بدأ ستيفانو سانّينو، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج في المفوضية الأوروبية، زيارة رسمية تستمر أربعة أيام، ويهدف من خلالها إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الجزائري-الأوروبي وتعزيز الشراكة في عديد المجالات المهمة، وذلك في إطار المشاورات المستمرة المتعلقة بالميثاق الجديد من أجل المتوسط.

تعزيز التعاون الجزائري الأوروبي لتحقيق تكامل استراتيجي

تهدف زيارة المسؤول الأوروبي إلى تعزيز الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي عبر الميثاق الجديد من أجل المتوسط، حيث يعكس هذا النهج الاستراتيجي تطلع الاتحاد الأوروبي لدفع التعاون الثنائي نحو مستويات جديدة تتسم بالتكامل والتنمية المستدامة، إذ تتناول المشاورات بين الجانبين العديد من التحديات المشتركة مثل التحولات البيئية والطاقة والتصنيع والتنافسية الاقتصادية، إلى جانب التركيز على القطاعات الحيوية مثل التعاون الأمني ومكافحة التغير المناخي، مما يعكس الرؤية الاستراتيجية المشتركة لتعزيز التكامل الإقليمي.

المحادثات والفعالية الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والجزائر

تستهدف الزيارة عقد محادثات مكثفة مع ممثلين عن وزارات جزائرية رئيسية مثل الخارجية، الطاقة، المالية، والثقافة، وذلك لتحقيق التنسيق الشامل بين الطرفين لتحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة فرص الاستثمار، وسيكون هناك مشاركة فعالة من سانّينو بمؤتمر تنظمه بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر والوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، حيث سيتم مناقشة الديناميكيات الاستثمارية وآفاق تعزيز الاستثمارات الأوروبية في الجزائر مما يسهم في تمهيد الطريق نحو شراكات اقتصادية أكثر استدامة وشمولية.

الميثاق الجديد من أجل المتوسط ورؤية 2021

أطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة الميثاق الجديد من أجل المتوسط في عام 2021، بهدف تعزيز روابطه الاستراتيجية مع دول جنوب المتوسط مثل الجزائر والمغرب ومصر وتونس، وتركز هذه المبادرة على التعاون الثنائي في مجالات مثل الأمن والاستقرار، التنمية الاقتصادية، الهجرة، والتحول الطاقوي والبيئي، كما يمثل هذا الميثاق منصة لبناء مستقبل مشترك يعزز من فرص النمو والتنمية في المنطقة بمراعاة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة التي تواجه العالم اليوم.

يسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز شراكته مع الجزائر ليس فقط في قطاع الطاقة الذي يُعد حجر الزاوية في تعاونهما، بل أيضًا في تطوير التكامل بين الميادين الاستراتيجية المختلفة بما يخدم المصالح المتبادلة، ويتيح للجزائر فرصة لجذب الاستثمارات الأوروبية بطريقة تسهم في تعزيز استقرار المنطقة ونموها المستدام، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية بعيدة المدى تسعى لتحقيق التكامل والتنويع الاقتصادي.