يا خبر.. الذهب طاير والدولار بتراجع والنفط مكمل نزوله

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا جديدًا خلال تعاملات اليوم بفعل ضعف أداء الدولار إضافة إلى تصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي الذي يدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة على غرار المعدن الأصفر، بالمقابل شهدت أسعار النفط تراجعًا متأثرة بالتوترات التجارية العالمية والآثار المتوقعة للرسوم الجمركية الأمريكية، والتي تسهم في تقليل الطلب على الوقود وتباطؤ النمو الاقتصادي عالميًا.

ارتفاع أسعار الذهب والتوجه نحو الأصول الآمنة

قفزت أسعار الذهب اليوم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مدفوعة بانخفاض قيمة الدولار لمستويات قياسية وبسبب المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي الناجم عن تصاعد النزاعات التجارية، حيث وصل سعر الذهب في التعاملات الفورية إلى 3419.90 دولارًا للأوقية مسجلًا زيادة بنسبة 2.75%، في حين بلغت العقود الآجلة مستوى 3420.60 دولارًا للأوقية مدعومة بثقة المستثمرين المتزايدة في المعدن الأصفر كوسيلة للتحوط من تقلبات الأسواق.
انخفاض الدولار الأمريكي بمقدار بلغ أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات ساهم كثيرًا في تحسين جاذبية الذهب للمستثمرين الأجانب الذين يحملون عملات أخرى، بالإضافة إلى ذلك يؤكد محللون اقتصاديون أن الذهب حقق ارتفاعًا بأكثر من 27% منذ بداية العام مما يدل على قوته كاستثمار دفاعي في ظل الأزمات الاقتصادية، هذا وأتت هذه الارتفاعات بالتزامن مع قرارات متصاعدة من الإدارة الأمريكية بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على قطاعات حيوية مثل المعادن الأساسية.

تراجع أسعار النفط بسبب النزاعات التجارية

تراجعت أسعار النفط اليوم بأكثر من 2% نتيجة المخاوف المستمرة بشأن تأثير النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفض خام برنت إلى 66.33 دولارًا للبرميل، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مستوى 63.06 دولارًا للبرميل، الأمر الذي يعكس التحديات العالمية التي تواجه سوق الطاقة، دفعت التوقعات المتعلقة برفع إنتاج أوبك بلس إلى زيادة العرض مما أثر بشكل مباشر على الأسعار بالإضافة إلى ذلك انحسرت مخاوف نقص الإمدادات مع ظهور تطورات إيجابية في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.
وقد ساهمت هذه الأجواء في خلق حالة عدم استقرار ضمن قطاع الطاقة، خاصة في ظل إرباك المشهد الاقتصادي الناجم عن الأسعار العالمية والعقوبات الموجهة لبعض الدول الرئيسية في إنتاج النفط، فيما تبقى التوقعات على المدى المتوسط تشير إلى استقرار نسبي بالأسواق وسط ضغوطات اقتصادية وتوترات جيوسياسية.

توقعات مستقبلية لأسعار النفط والذهب

تشير التحليلات الاقتصادية إلى احتمالية استمرار التقلبات في أسعار النفط والذهب خلال الفترة المقبلة، بالنسبة للنفط؛ فإن منظمة أوبك بلس ما زالت تهدف إلى تقليص تأثير العرض الزائد مع الحفاظ على توازن السوق إلا أن المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية والنزاعات التجارية قد تعطي تأثيرات متناقضة، من جهة أخرى، يبقى الذهب محط أنظار المستثمرين في ظل استمرار المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي والصيني، بالإضافة إلى التوترات السياسية التي تزيد من شعبية الأصول الآمنة.
ختامًا، فإن التغيرات الراهنة في أسواق الذهب والنفط تعكس طبيعة الاقتصاد العالمي الذي يواجه توترات متعددة القطاعات، مما يتطلب متابعة دقيقة لتحليل هذه التحولات والتي ستؤثر حتمًا على القرارات الاستثمارية المستقبلية.