صدق أو لا تصدق.. حكم احتفال المسلمين بشم النسيم وتلوين البيض بالتفصيل

يعتبر الاحتفال بعيد شم النسيم عادة اجتماعية تراثية في المجتمع المصري لها جذور تاريخية، حيث يعود الاحتفاء بهذا العيد إلى قدوم فصل الربيع ورمز التجدد والبهجة، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذا الاحتفال ليس له أي ارتباطات دينية تخالف الشريعة الإسلامية، مؤكدة أن مظاهر مثل تلوين البيض أو تناول الأطعمة المالحة كالفسيخ هي تصرفات مباحة تمامًا إذا كانت خالية من النوايا المحرمة.

حكم الاحتفال بعيد شم النسيم في الإسلام

ذكرت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بشم النسيم لا يعد بدعة دينية أو مخالفة للشريعة وإنما هو مناسبة اجتماعية تنبع من التراث الشعبي، كما أن هذا الاحتفال لا يرتبط بأي طقوس دينية تتعارض مع القيم الإسلامية، بل يهدف إلى الاستمتاع ببهجة الطبيعة وصلة الرحم، وحث الإسلام دائمًا على نشر المحبة وتعزيز العلاقات بين الأفراد خاصة إذا ارتبط الأمر بخلق أجواء من الإيجابية والتواصل الاجتماعي، وقد أيد الصحابي الجليل عمرو بن العاص هذا السلوك حين دعا إلى الخروج للطبيعة خلال فصل الربيع.

دلالات تلوين البيض وشعائر شم النسيم

من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم في مصر تلوين البيض وتناوله، وهي عادة ترمز إلى الحياة والتجدد، وتناول الفسيخ والرنجة كأطعمة تقليدية يعكس حرص المصريين منذ القدم على انتقاء الأطعمة المرتبطة بالموروث البيئي، وأكدت دار الإفتاء المصرية أن هذه الممارسات مباحة إن كانت الغرض منها هو الترفيه أو الاحتفال بمواسم الطبيعة دون الخروج عن التعاليم الإسلامية، كما أشار الإسلام إلى أهمية الاستفادة من المناسبات الاجتماعية في تقوية الروابط وتحسين العلاقات الإنسانية ضمن إطار مباح ومقبول.

أثر الاحتفال بشم النسيم على الوحدة الوطنية

يساهم الاحتفال بشم النسيم في تعزيز الوحدة الوطنية بين المصريين بغض النظر عن دياناتهم وانتماءاتهم، حيث يمثل رمزًا للتعايش المشترك واحترام العادات الاجتماعية المتوارثة، ويشكل هذا العيد فرصة لتجديد أواصر المحبة بين المواطنين واستمتاعهم بطبيعة البلاد الجميلة خلال الربيع، ويمكن أن تكون النوايا الطيبة والروح الجماعية سبيلًا لتعزيز فضائل القيم الاجتماعية التي دعا الإسلام إلى تبنيها؛ مثل التراحم والتعاون على الخير، وهذه المبادئ تنعكس مباشرة على تقوية النسيج المجتمعي بين الأفراد.

ختامًا، يمكن القول إن الاحتفال بعيد شم النسيم هو مناسبة تتيح فرصة فريدة للمجتمع لترسيخ الحب والسلام بين أفراده، مع مراعاة أن يكون ضمن حدود الشرع الإسلامي، فالنوايا الطيبة والمقاصد الحسنة هي المفتاح الذي يجعل من هذه العادة الشعبية جزءًا من ترابط المجتمع دون تعارض مع التعاليم السماوية.