الصين تخفض وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بأسرع وتيرة وتثير قلق أسواق الطاقة العالمية

بدأت الصين، الرائدة عالميًا في استيراد الغاز الطبيعي المسال، في تقليص وارداتها بشكل غير متوقع، مما أحدث اضطرابًا واسعًا في أسواق الطاقة العالمية. هذه الخطوة دفعت العديد من المستثمرين واللاعبين الرئيسيين في السوق إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم طويلة المدى، حيث أثرت بشكل مباشر على توقعات النمو المستقبلي لهذه الصناعة الحيوية.

الصين تقلص وارداتها من الغاز المسال

تشير التقديرات الأخيرة إلى أن واردات الصين من الغاز المسال ستسجل تراجعًا بحوالي 11 مليون طن هذا العام، مقارنة بالتنبؤات السابقة التي توقعت مستويات قياسية. ويُتوقع أن تنخفض واردات الصين إلى 74.89 مليون طن، وهو أدنى مستوى لها منذ سبع سنوات. هذا الاتجاه يهدد بتدهور سوق الغاز العالمية تدريجيًا، لا سيما مع دخول مشاريع ضخمة في الولايات المتحدة وشرق إفريقيا وقطر حيز التشغيل، مما قد يؤدي إلى فائض المعروض بحلول منتصف العقد الجاري.

الاقتصاد والطاقة المتجددة تقلصان دور الغاز المسال

تعزو الدراسات هذا الانكماش إلى أسباب متعددة، منها الأوضاع الاقتصادية المتباطئة والاعتماد المتزايد على الطاقة المحلية والمتجددة. تلجأ الصين أكثر إلى الفحم وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، إلى جانب واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب بتكلفة أقل من الغاز المسال المستورد. كما تعمل الحكومة الصينية على تقليل النفقات وزيادة الاكتفاء الذاتي عن طريق تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي محليًا.

الصين تركز على أمن الطاقة المحلي

في خطوة لتقليل اعتمادها على الأسواق الخارجية، سجلت الصين نموًا في إنتاج الغاز المحلي بنسبة 6.2% خلال العام الماضي، بفضل جهود شركات مثل “سينوبك” في زيادة أنشطتها الاستكشافية. ورغم هذا الانخفاض في الواردات، لا يزال إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي بالصين مرشحًا للنمو، حيث تسعى بكين إلى تعزيز أمنها الطاقوي والتحول إلى بدائل أكثر أمانًا واستقرارًا.

توضح هذه التطورات أن الصين تعيد تشكيل استراتيجياتها الطاقوية وفقًا لأولويات جديدة تركز على الاستدامة الاقتصادية والأمن الطاقوي، مما يعيد تشكيل ديناميكيات سوق الطاقة العالمية.