بصراحة يا جماعة، خيارات إسرائيل مع الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني؟

تشهد العلاقات الإسرائيلية الإيرانية توتراً متزايداً خاصةً مع استمرار المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تنظر إسرائيل بقلق إلى احتمال نجاح هذه المفاوضات والتوصل إلى اتفاق يشكل تهديداً كبيراً لمصالحها الأمنية. بينما تراهن إسرائيل على استمرار الضغوط الاستخباراتية والسياسية لإضعاف إيران، فإنها تعاني من تناقض أمريكي تجاه التعامل مع الملف الإيراني.

التوتر الإسرائيلي الإيراني وسط المفاوضات النووية

إسرائيل ترى نفسها في مواجهة صعبة مع إيران، خاصة مع تباين الرؤى بين حلفائها الاستراتيجيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لآلية التعامل مع التهديد النووي الإيراني المتزايد. كان النهج الإسرائيلي يعتمد خلال فترات سابقة على الخيار العسكري لمحاولة تدمير المنشآت النووية الإيرانية أو تعطيلها، لكنها وجدت نفسها مضطرة للتراجع إلى المسار الدبلوماسي والاستخباراتي نظراً لعدم توافق السياسة الأمريكية مع هذا النهج. يرى الخبراء وصناع القرار الإسرائيليون أن نجاح المفاوضات النووية سيخلق واقعاً جديداً يتطلب مزيجاً من العمل السري والدبلوماسي، مع الاستعداد الكامل للأسوأ.

الحرب السيبرانية كوسيلة استراتيجية

وفقاً للعديد من التحليلات، فإن إسرائيل ستنتقل إلى تصعيد الحرب السيبرانية إذا تم التوصل لاتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة. ستعتمد هذه الحرب على تنفيذ هجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية النووية لإيران وتعطيل تقدمها التكنولوجي، كما فعلت في عمليات سابقة مثل استهداف منشأتي نطنز وفوردو النوويتين. وفي سياق موازٍ، تستعد إسرائيل لتوسيع عمليات الاغتيالات والتخريب داخل حدود إيران، بهدف إرسال رسالة واضحة بأن الاتفاق لا يُلزمها من الناحية الاستراتيجية، وهو ما أكده الباحثون والخبراء الأمنيون الإسرائيليون الذين يدعمون هذا التوجه.

الانعكاسات الإقليمية والاتفاقيات السياسية

التوصل لاتفاق نووي سيزيد الضغوط على إسرائيل لتعزيز تفاهماتها الإقليمية وتأمين موقفها في وجه التحديات المستقبلية. قد نشهد توسيع دائرة الاتفاقيات والتفاهمات الإقليمية، وخاصة المرتبطة بحرب غزة وجنوب لبنان وسوريا. التصعيد المستقبلي يعتمد على مبدأ تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية وتقليل الخسائر الأمنية، عبر صياغة تفاهمات تساهم في استقرار المنطقة، تحت مظلة الولايات المتحدة. هذه الجهود تهدف أيضًا لتحييد أي كسب إيراني على المستويين السياسي والعسكري.

باختصار، مستقبل العلاقات الإسرائيلية الإيرانية يتجه نحو تصعيد مستتر يجمع بين العسكرة الخفية والدبلوماسية الحذرة. تُظهر إسرائيل استعدادها للتكيف مع الوضع الجديد، لكنها لن تتخلى عن خيار العمل الاستخباراتي والسيبراني لمواجهة التحديات النووية الإيرانية، وهو أمر يتكامل مع رغبتها في تعزيز تفوقها الأمني والسياسي على الساحة الإقليمية.