اوعى تفوت الفرصة: الذكاء الاصطناعي سر قوته في حجم الاستثمار فيه

يتفق خبراء قطاع التكنولوجيا على أن الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية حتمية لتحقيق التقدم الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية، حيث يؤدي الاستثمار في تقنياته إلى فتح آفاق جديدة من التطور، وتسليط الضوء على استراتيجيات وطنية تؤمن الحفاظ على الهوية المجتمعية بالإضافة إلى تحقيق عوائد اقتصادية قادرة على دفع النمو المستدام. ومن الواضح أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي يشكل فارقًا كبيرًا بين الدول الكبرى والدول ذات الموارد المحدودة.

الذكاء الاصطناعي ودوره في تشكيل الاقتصادات العالمية

ناقش مجموعة من الخبراء، من بينهم المهندس محمود بدوي، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتحول الرقمي، الأهمية الكبرى للذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الاقتصادات العالمية، حيث أكد أن الوزارة تعمل على تطوير ملفات متعددة ترتبط بتقنيات الذكاء الاصطناعي، منها بناء الإطار التشريعي وتأهيل الكوادر البشرية عبر التدريب المكثف. بالإضافة إلى ذلك، أكد بدوي أن الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا ضرورة لضمان التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على التطبيقات المحلية التي تساهم في تعزيز الإنتاجية في القطاعات الحكومية والخاصة.

بدوره، أشار المهندس أيمن الجوهري إلى أهمية التعاون بين الشركات الصغيرة والكبيرة في تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على تدريب العمالة البشرية لتتكيف مع التحولات التي تحدثها هذه التقنيات. وقد لفت إلى أن الماكينات الذكية اليوم قادرة على التعلم الذاتي، مما يفتح المجال لابتكارات جديدة وجعلها أكثر كفاءة في أداء المهام اليومية.

التحديات والفرص المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي

أوضح المهندس محمد أبو الحوف، المدير العام لشركة نوتانيكس، أن التحدي الأساسي في المجال يتمثل في تحديد الأهداف الواضحة من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التوجه الخاطئ قد يؤدي إلى هدر الموارد. وينادي بضرورة وضع ضوابط على المستويين الدولي والمؤسسي لتنظيم آليات عمل الذكاء الاصطناعي وحماية البنية التحتية الرقمية من المخاطر السيبرانية.

بدوره، لفت شريف البحيري إلى التحديات الكبيرة التي تواجه البنوك الرقمية مع توظيف الذكاء الاصطناعي، حيث يتوجب الحرص على تأمين بيانات العملاء وتطوير آليات مرنة تمكن من مواكبة التغيرات المستمرة في هذا المجال، الأمر الذي يتطلب استثمارات دائمة في البنى التحتية التقنية وتعزيز الأمن السيبراني.

كيفية تعزيز القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي

من منظور طويل الأجل، أشار المهندس أيمن المراكبي إلى أهمية تطوير استراتيجيات تلائم احتياجات الدول ذات الموارد المحدودة من خلال الاعتماد على القدرات البشرية الكفؤة. كما شدد على ضرورة تبني التكنولوجيا الكمية (Quantem Technology) في مجالات التأمين وتحسين الدفاع السيبراني، مما يُثري المجال بمزيد من الإمكانيات المتقدمة.

وفي نهاية المطاف، يؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يعتبر استثمارًا لا غنى عنه لتعزيز القدرة التنافسية للدول والمؤسسات، شريطة توفير التمويل اللازم ووضع خطط استراتيجية واضحة تستهدف الاستفادة المثلى من هذه التقنية المستقبلية.