شوف الجديد: دليل المحتار يكشف مستقبل الدولار في السعودية

تستمر نقاشات عالمية حول أثر القرارات الاقتصادية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي أحدثت تغييرات ملموسة على الساحة الدولية بسبب سياساته الجمركية وأسلوبه في إدارة الاقتصاد. تعتبر الولايات المتحدة مركز الثقل الاقتصادي العالمي، حيث تتحكم في أدوات مؤثرة مثل حقوق الملكية الفكرية والأسواق المالية وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الفيدرالي؛ لكن يبقى الدولار الأمريكي العنصر الأكثر قوة وتأثيراً عبر الاقتصاد الدولي.

الدولار الأمريكي: العمود الفقري للاقتصاد العالمي

يشكل الدولار الأمريكي العملة الأكثر تداولاً في العالم، حيث يتم استخدامه في أكثر من 60% من التجارة الخارجية. إلى جانب ذلك، يملك المستثمرون الأجانب أصولاً بقيمة 19 تريليون دولار في السوق الأمريكي تشمل أسهم وحقوق ملكية، وأكثر من 7 تريليونات دولار في سندات الخزانة الأمريكية. تأتي هذه السيطرة بفضل الثقة الراسخة في قوة الاقتصاد الأمريكي على مدار التاريخ، لكن توجه الإدارة السابقة إلى تخفيض قيمة الدولار لتحفيز التنافسية عبر تخفيض تكلفة الصادرات الأمريكية يحمل معه تداعيات خطيرة. إذ يؤثر هذا النهج على الاستثمارات والسيولة النقدية داخل الأسواق الأمريكية، والتي كانت دائماً الملاذ الآمن للمستثمرين.

تداعيات القرارات الاقتصادية على الثقة بالدولار

قرارات ترامب الاقتصادية، بما في ذلك التخفيض المستمر لقيمة الدولار، أثارت مخاوف المستثمرين حول وضعية الاقتصاد الأمريكي. وفقاً للمؤلف بول بلوستاين في كتابه “الدولار الملك”، استمرار هبوط قيمة العملة الأمريكية لن يُضعف مكانتها الدولية إلا إذا تدهورت السياسات الاقتصادية المرتبطة بها. يتمثل الخوف في أن تؤدي بعض القرارات، مثل تسييس السياسات النقدية أو فرض ضرائب على السندات، إلى فقدان الثقة وبالتالي انسحاب المستثمرين المؤسسيين من الأسواق الأمريكية، مما قد يسبب اضطرابات في اقتصاديات الولايات الأخرى التي تعتمد على الدولار كعملة احتياطية.

هل العالم مستعد لاستبدال الدولار؟

على الرغم من المحاولات المستمرة لبعض الدول الكبرى كالصين لإنشاء بدائل مثل اليوان الصيني، لا يزال الدولار الأمريكي أكثر العملات استقراراً وانتشاراً عالمياً. يعود ذلك إلى عدم وجود بديل ذو كفاءة وموثوقية للقيام بدوره، فجميع العملات الأخرى تفتقر إلى الثقة والقدرة التشغيلية لتأمين التجارة الدولية. يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للإصلاحات الاقتصادية المستقبلية في الولايات المتحدة أواستمرارية سياساتها الحالية أن تؤدي إلى تهديد استقرار الدولار، أم أن هذا الوضع مجرد اضطراب مؤقت مرتبط بالإدارة السابقة؟

المؤشر القيمة
نسبة استخدام الدولار في التجارة الدولية 60%
أصول الأجانب في السوق الأمريكي 19 تريليون دولار
سندات الخزانة الأمريكية المملوكة من الخارج 7 تريليون دولار

رغم هذه التحديات الاقتصادية، يبقى الدولار الأمريكي جوهر النظام المالي العالمي، لكن يجب أن تسعى الإدارة الأمريكية المقبلة لتجنب القرارات العبثية التي من شأنها تهديد جاذبية السوق الأمريكية، فهذا لن يحمي فقط الاقتصاد الوطني إنما سيضمن أيضاً استمرار دور الدولار في الهيمنة الاقتصادية.