صدقني الحل بسيط: تنظيم علاقتنا بالقرآن لمواكبة تحديات العصر

أثارت تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلًا واسعًا حول إعادة النظر في قوانين الميراث وتطبيق المساواة بين الرجل والمرأة بما يتناسب مع مستجدات العصر الاجتماعية والفكرية. وبدوره أعرب الإعلامي محمد الباز عن دعمه للأفكار التي طرحها الهلالي، مؤكدًا ضرورة إعادة تنظيم علاقتنا بالنصوص الدينية في ضوء التحولات الاجتماعية الراهنة لتكون أكثر واقعية وعدالة.

تصريحات سعد الدين الهلالي حول المساواة في الميراث

ناقش الدكتور سعد الدين الهلالي قضية الميراث من زاوية فقهية عميقة، مؤكدًا أن المساواة بين الرجل والمرأة ليست محظورة شرعًا طالما حدث ذلك بتوافق اجتماعي، مشيرًا إلى أن نصوص القرآن الكريم تفتح المجال لفهم أكثر شمولية لما يضمن تطبيق العدالة بين الناس. وأوضح الهلالي أن الآية القرآنية “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين” تحتمل معنى التكافؤ الاجتماعي، مؤكدًا أيضًا أن هناك نماذج واقعية وصيغ قانونية، مثل ما يحدث في توريث المعاش بشكل متساوٍ، يمكن أن تدعم هذه القواعد الجديدة دون المساس بالشريعة الإسلامية.

أبرز النقاط التي ناقشها الهلالي حول تفسير الميراث

تناول الهلالي عدة جوانب لفهم أكثر عدلًا للنصوص المتعلقة بالميراث، منها تفسير الآية الكريمة الخاصة بتوزيع التركة، حيث أشار إلى تفسيرين محتملين: الأول يوصي بعدم حرمان المرأة من حقها، والثاني يدعو لإيجاد موازنة اجتماعية بما يكفل ذلك. وتحدث عن السوابق التي تم فيها تطبيق المساواة عمليًا، كما هو الحال في التشريعات التركية منذ عام 1937 أو حتى الإجراءات القانونية المصرية فيما يتعلق بتوزيع نصيب المعاش. وشدد الهلالي على أهمية فهم النصوص الدينية حسب الزمن والسياق، بما يعكس روح التسامح الإنساني الذي يتسم به الدين الإسلامي.

مقترحات وحلول لتطبيق المساواة في الميراث

اقترح الهلالي عدة حلول قابلة للتطبيق لتفعيل مبدأ المساواة في الميراث، بما يشمل الاعتماد على الحوار المجتمعي للوصول إلى توافق وطني حول التغيير. كما أشار إلى إمكانية إجراء استفتاء عام حول هذه القضية من أجل السماح للقوانين بأن تعكس إرادة المجتمع، على أن يتم احترام النظام القانوني الحالي لحين تطوير رؤية مشتركة. وطرح فكرة استخدام “باب التخارج” في الفقه الإسلامي الذي يتيح للورثة التنازل عن نصيبهم بالتراضي كحل مرن يواكب الاحتياجات الواقعية.

يتضح أن دعوة الدكتور سعد الدين الهلالي ترتكز على البحث عن توافق اجتماعي يوازن بين التفسيرات الشرعية ومتطلبات الحياة المعاصرة، مؤكدًا أن الفهم الذي يحقق مصلحة الناس هو الذي يجب أن يُعتمد، بما يدعم استقرار الأسرة والمجتمع كافة.