اشتباكات مسلحة.. تصعيد جديد في الزاوية مع إطلاق صاروخ قرب مقر الأمم المتحدة في جنزور يهدد استقرار ليبيا

أحدث التطورات الأمنية في ليبيا لحظة بلحظة بتاريخ 29 أغسطس 2025 تكشف عن تصاعد حاد في الاشتباكات المسلحة في مناطق مختلفة، وارتفاع حدة التوتر السياسي بين الشرق والغرب، إلى جانب تحركات عسكرية من مصراتة نحو العاصمة طرابلس، وسط تحذيرات واضحة من قيادات المدينة من اندلاع فتنة جديدة تعيد البلاد إلى دائرة الصراعات المسلحة.

ملخص آخر تطورات الوضع الأمني في ليبيا وتأثيرها على الاستقرار

شهدت مدينة الزاوية الواقعة غرب ليبيا فجر اليوم اشتباكات مسلحة عنيفة في منطقة “قمودة”، حيث استخدمت فيها القذائف وأنواع متعددة من الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط ضحايا وأضرار مادية كبيرة على الممتلكات. هذه المواجهات تأتي وسط حالة من الفوضى الأمنية المتزايدة، والتي تعكس ضعف قدرة الدولة على فرض سيطرتها في هذه المناطق الحيوية. وفي السياق ذاته، عبّر المجلس الأعلى للدولة في أول جلساته بعد انتخاب محمد تكالة عن رفضه التعيينات الأحادية التي أصدرتها سلطات الشرق، مثل تعيين صدام حفتر نائباً لوالده وتعيين نجله رئيساً لأركان الجيش، واصفاً هذه القرارات بأنها “هي والعدم سواء”، ما يزيد من عمق الأزمة السياسية والعسكرية بين الفرقاء الليبيين.

تحركات عسكرية من مصراتة نحو طرابلس: مؤشرات تصعيد خطير في المشهد الليبي

رصدت مصادر أمنية خروج رتل عسكري كبير من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة طرابلس، ويشمل هذا الرتل آليات مدرعة مزودة بأسلحة متوسطة وثقيلة، في خطوة تعكس استعدادات لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بقيادة عبد الحميد الدبيبة لتنفيذ هجوم محتمل على جهاز الردع الخاص بالعاصمة، بقيادة عبدالرؤوف كاره. تأتي هذه التحركات وسط تقارير تؤكد وصول طائرات مسيرة هجومية من صنع أوكراني وإيراني إلى مصراتة، مما يزيد من حرارة التوترات ويشير إلى تصعيد ميداني مرتقب وصوري يصفه المراقبون بـ”التمهيد لساعة الصفر”. في نفس الوقت، عقدت قيادات بارزة في مصراتة اجتماعاً طارئاً، ضم شخصيات مثل فتحي باشاغا وسالم جحا وعثمان الطاهر عيسى، أكدت خلاله رفضها أن تتحول المدينة إلى ساحة حرب أو أداة صراع ضد طرابلس أو حكومة الدبيبة، مبدية دعمها لقوات “فض النزاع” برئاسة محمد حصّان التي تعمل على الفصل بين الأطراف المتنازعة داخل العاصمة.

أخر أخبار الوضع الأمني في ليبيا الآن لحظة بلحظة: التصعيد السياسي والهدنة الهشة

شهدت العاصمة طرابلس هدوءاً هشاً في ظل هدنة وُقعت بين الأطراف الأمنية والسياسية، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الهجمات المتكررة على قوات فض النزاع. تعرضت هذه القوات لهجوم من ميليشيات محسوبة على مصراتة، حيث استولت الأخيرة على بعض آلياتها، ما دفع قائدها محمد حصّان إلى تهديد بالانسحاب، إلا أنه تراجع لاحقاً مؤكدًا بقاء قواته في ميدان العمل للحفاظ على السلام. يتزامن هذا مع تحذيرات قيادات مصراتة من خطورة وقوع فتنة داخل العاصمة، ورفضهم أي مخطط يهدف إلى إشعال الحرب مجددًا، خصوصًا مع تصاعد التوترات بين مناطق غرب ليبيا والسلطات الشرقية. وقد أظهرت الأحداث الأخيرة أيضاً محاولة مصراتة للحفاظ على الحياد، والامتناع عن المشاركة في النزاعات الإقليمية، مع ضرورة استعادة الاستقرار المحلي بديلاً عن الانزلاقات التي قد تعيد البلاد إلى دوامة العنف.

التحليل الأمني للواقع الليبي وأبعاده على مستقبل البلاد

• تصاعد العنف المسلح في الزاوية يعكس حالة عدم الاستقرار التي تعصف بالمناطق الغربية، ويُثير قلقاً بالغاً من توسع دائرة الفوضى في ظل هشاشة مؤسسات الدولة.
• الانقسام السياسي والعسكري بين الشرق والغرب يزداد حدة، خاصة مع السياسات الأحادية التي تزيد من احتدام الصراعات المتعلقة بالموازنات والسلطات.
• مصراتة تسعى لإبراز دورها كمنطقة حرة من النزاعات الكبرى، محافظة على حيادها ومنع انجرارها نحو صراعات إقليمية قد تفقدها أمنها المحلي.
• تراقب البيئة الدولية عن كثب التطورات الأمنية، وخصوصاً حادث إطلاق الصاروخ بالقرب من مقر الأمم المتحدة في جنزور، ما قد يؤثر على الدعم الدولي لليبيا واستقرارها.

تسير ليبيا حالياً على مفترق طرق تحكمه تطورات أمنية متلاحقة، حيث تتداخل القضايا العسكرية والسياسية في أجواء متوترة بين المناطق، ما يعيد الأذهان إلى مخاطر العودة إلى الصراعات المسلحة المكلفة. تدرك قوى عديدة في الداخل الليبي وحول العالم أن الطريق نحو استقرار دائم يتطلب الحد من التصعيد العسكري وضمان التوافق السياسي، مع مراقبة دقيقة للأحداث التي قد تغير مسار المشهد الأمني والاجتماعي في البلاد.