إلزام تدريس دورتين يومياً بالمرحلتين الإعدادية والثانوية غير مطبق حتى الآن

تستعد وزارة التعليم والتدريب الفيتنامية لمراجعة شاملة حول تنظيم الدراسة على فترتين يوميًا، وفقًا لما أعلن عنه نائب وزير التعليم والتدريب، فام نغوك ثونغ، خلال مؤتمر صحفي حكومي. وأوضح أن هذا النهج المُتبع على مستوى التعليم الابتدائي بات أكثر ملاءمة، إلا أن تطبيقه في المرحلتين الإعدادية والثانوية يواجه تحديات كبرى، نظرًا لعدم تلبية العديد من المدارس للشروط اللازمة لتحقيق فعاليته.

تدريس فترتين يوميًا في المدارس الفيتنامية: الواقع والتحديات

لم يكن نهج التدريس على فترتين يوميًا جديدًا في فيتنام، حيث يجري تطبيقه منذ سنوات في العديد من المدارس. على المستوى الابتدائي، يعتبر هذا النموذج ملائمًا؛ إذ يتيح للأطفال الصغار البقاء داخل المدرسة خلال ساعات الغداء وممارسة أنشطة رياضية وتثقيفية. إلا أن نائب الوزير أشار إلى ثلاث شروط أساسية يجب توفرها لضمان نجاح هذا الأسلوب: مرافق مدرسية مهيأة لاستيعاب الطلاب، عدد كافٍ من المعلمين، وبرنامج دراسي متكامل يتناسب مع أعمار الطلبة.

ومع ذلك، يعاني هذا النهج من قصور عند تطبيقه في المرحلة الإعدادية والثانوية. الطلاب في هذه المراحل لديهم احتياجات تتباين وتندرج ضمن مسارات أكاديمية أو مهنية لا يمكن تلبيتها حاليًا بالموارد المتاحة.

إيجابيات وسلبيات تدريس جلستين يوميًا

من الناحية العملية، أظهرت البيانات أن المدارس التي استطاعت تنظيم الدراسة على فترتين يوميًا بشكل فعال حققت تحسينات كبيرة في الجودة التعليمية. وأشار فام نغوك ثونغ إلى أن هذا النمط التعليمي يوفر فرصًا لتعزيز المهارات الشاملة للطلاب، بشرط أن يتم تطبيقه بأسلوب صحيح.

لكن بالمقابل، هناك مشكلات عديدة، منها التوجه المفرط إلى التركيز على المعرفة الثقافية التقليدية، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الطلاب. ونتيجة لذلك، أصبح من الضروري مراجعة النهج الحالي ودراسة إمكانية تطبيقه بطريقة أكثر مرونة، وخاصة في المراحل الدراسية الأعلى حيث تتباين احتياجات الطلاب بشكل أكبر.

خطط الوزارة لإعادة تقييم الدراسة بفترتين يوميًا

أكد نائب الوزير أن الالتزام بتطبيق الدراسة على فترتين يوميًا في المدارس الإعدادية والثانوية لم يتم إعلانه بشكل إلزامي حتى الآن. وأضاف أن الوزارة تعمل حاليًا على جمع البيانات اللازمة وتقييم الوضع بشكل دقيق. بناءً على النتائج المُستخلصة، سوف تُصدر الوزارة إرشادات وطنية مناسبة لكل مرحلة تعليمية بما يضمن تحقيق التوازن بين متطلبات الطلاب الأكاديمية واهتماماتهم المهنية.

يوضح هذا التوجه حرص الوزارة على الحفاظ على مرونة التعليم وتكييفه وفق احتياجات الطلبة وأولياء الأمور، مما يساعد على تطوير نظام تعليمي يواكب المتغيرات المجتمعية ويلبي التطلعات الأكاديمية والمهنية في آنٍ واحد.