صدق أو لا تصدق: بلبن يشعل أزمات في مصر كصانع حلويات شهير

مع بزوغ نجم العلامة التجارية “بلبن” وسرعة انتشارها في مصر وصولاً لدول العالم، أصبحت هذه الشركة محط أنظار الجميع، إلا أن مسيرتها لم تخلُ من التحديات والجدل الجسيم. منذ البداية، أثارت الشركة الحيرة حول أسلوب عملها ومصادر تمويلها بسبب توسعها الكبير في السوق، وقد شهدت الآونة الأخيرة إغلاقاً مفاجئاً لفروعها نتيجة تقارير رسمية عن مخالفات صحية، مما جعل القضية تتصدر عناوين الأخبار.

الأسباب الحقيقية لإغلاق فروع شركة بلبن

شهد العام الجاري عدة قرارات إدارية تتعلق بإغلاق فروع “بلبن” وعلاماتها التجارية مثل “كنافة وبسبوسة” و”كرم الشام”، حيث أوضحت هيئة سلامة الغذاء المصرية وجود مخالفات جسيمة شملت وجود بكتيريا خطرة واستخدام مواد أولية غير صالحة للاستهلاك. بالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن ألوان غذائية محظورة دولياً داخل منتجات الشركة. وقد استجابت السلطات بشكل حازم عبر إغلاق الفروع ومصادرة المواد غير الصالحة للاستهلاك؛ بينما أكدت الشركة أن قرار الإغلاق استهدف تصحيح أوضاعها وتحقيق الامتثال الكامل للشروط الصحية.

توسع بلبن… نجاح مشروط أم استراتيجيات مثيرة للجدل؟

منذ انطلاقتها عام 2021، اعتمدت “بلبن” استراتيجيات تسويق مكثفة أثارت التساؤلات حول جدواها وأهدافها، وخاصة مع افتتاح فروعها بجوار شركائها في السوق مثل “كنافة وبسبوسة” وحتى توسعها الكبير داخل مصر وخارجها وصولاً للسعودية والإمارات والولايات المتحدة. ومع ذلك، دار الجدل حول نجاحها؛ إذ وصفه البعض بالنجاح المصطنع بسبب الزحام “المفتعل” أمام فروعها ومحاولات إثارة الجدل الدائم. هذا الأسلوب جعل العديد من المراقبين يثيرون شكوكهم حول النوايا الحقيقية للشركة وطريقة إدارتها للسوق.

دور القيادة السياسية في إنهاء الأزمة

التدخل الشخصي من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أدى إلى تهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. جاء توجيهه بعقد لقاء مع هيئة سلامة الغذاء والجهات المعنية للتحقق من التزام “بلبن” بالمعايير الصحية، مما حال دون تفاقم الأزمة. من جهتها، قدمت الشركة رسائل شكر للرئيس على تدخله السريع لإنقاذ أنشطتها واستمرارية دعم قوت عملها البالغ عددهم 25 ألف موظف.

لكن رغم ذلك، تبقى بعض التساؤلات قائمة؛ هل كان الأمر مجرد حملة تنظيمية لضبط السوق أم هناك تأثير عوامل خارجية وضغوط خفية؟ يذهب بعض المحللين إلى اعتبار الأزمة نتيجة خلافات أعمق بين “بلبن” وبعض المنافسين القدامى مثل “العبد”، حيث وصلت الانتقادات إلى مستوى المنافسة الدعائية المباشرة، وهو أمر يُحتمل أن يكون له أثر على قرارات الإغلاق اللاحقة.

في المحصلة، فإن قضية “بلبن” تسلط الضوء على أهمية الامتثال للقوانين للحفاظ على سلامة المستهلكين، مع تأكيد أهمية قدرة الشركات على إدارة الأزمات وتنفيذ استراتيجيات شفافة لضمان استمراريتها داخل السوق المحلي والدولي.